عام على “تعهيد”.. أول نشرة متخصصة في صناعة التعهيد بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا
دائمًا ما يبدأ الحلم بفكرة، هذه الفكرة التى أصبحت واقعاً اليوم تحمسنا لها منذ عدة سنوات كأصدقاء من شباب الصحفيين الذين يعملون في الوسط الصحفي بمؤسسات عريقة منذ أكثر من 15 عامًا، وكان لديهم طموح البدء في مشروع صحفي متكامل يخدم مصر والمجال والصناعة بشكل عام .
خبراتنا الصحفية وعلاقاتنا الممتدة بمتخذي القرار والشركات وسمعتنا الطيبة شجّعتنا على التحرك أكثر نحو المشروع الأهم في حياتنا الصحفية، والذي لم نكن قد قررنا بعد خوض غماره .
فمجال “الكول سنتر” وتعهيد الخدمات بصفة عامة، كان من المجالات التى لفتت أنظارنا منذ عدة سنوات، فالحديث عن الصناعة وعائداتها وتحدياتها وفرصها كانت تنشر في الصحف على استحياء أو في مناسبات متفرقة قبل سنوات عدة رغم أنها صناعة ضخمة تدر عائدات بمليارات الدولارات، وهناك دول جزء كبير من اقتصادها يعتمد على تعهيد الخدمات.
شرارة “تعهيد” بدأت ملامحها بعد عدة أمور التصقت بالصناعة بشكل خاطيء خلال السنوات الماضية وتحديداً بعد جائحة “كورونا”، ولم يكن هناك منابر تصحح المفاهيم أو تدافع عن صناعة تدر ملايين الدولارات داخل الاقتصاد المصري، وتفتح أبوابها لملايين الشباب الموهوب في اللغات والتخصصات المختلفة.
البداية كانت مطلع العام الماضي، كان فريق العمل أشبه بخلية نحل مابين أفكار ولقاءات داخلية واجتماعات متفرقة مع متخذي القرار وأطراف الصناعة التى تثق في أشخاصنا وخبراتنا الصحفية، الجميع أتفق على أن الوقت الحالي هو الأنسب لاطلاقها.
استمرت اللقاءات سواء المشتركة أو الداخلية فيما بيننا كفريق، لكن كان الحافز الأساسي لتسريع تنفيذ الفكرة هو توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى، بتعزيز جهود تنمية صناعة التعهيد ودعم المهنيين المستقلين وزيادة أعدادهم، من خلال الاستثمار في الكوادر البشرية وتوفير برامج التدريب والتأهيل وبناء القدرات، بما يتناسب مع المتطلبات الحديثة لسوق العمل والاقتصاد القائم على المعرفة، وكذلك تحركات وزارة الاتصالات وهيئاتها التابعة لتنفيذ توجيهات السيد الرئيس لتحقيق مستهدفات الصادرات التكنولوجية.
من هنا قررنا بدء منصتنا، وتحديداً في سبتمبر 2023، وكان أنسب إسم وقع اختيارنا عليه هو “تعهيد” فهو الأكثر تعبيراً عن ما سنقدمه.
ومع أول مكالمة عمل وجدنا حماسة كبيرة من الشركات التى أكدت أن صناعتهم لم يكن مسلطاً عليها الضوء بالصورة الكافية، وأن هناك الكثير من المفاهيم التى التصقت بالتعهيد بصورة خاطئة، وكان لديهم رجاء أن يكون المحتوى متنوع ودقيق ويغطي كافة المجالات، حتى نكون المصدر الرئيسي الذي سيلجأ إليه المهتمون والمتخصصون في البحث عن ما يريدونه في الصناعة .
المهمة لم تكن سهلة على الإطلاق فمهما كانت درجات ثقتك بفريقك وبنفسك، كان من المهم أن تحرص على دقة المعلومة وتبسيطها وتوفيرها بالشكل السليم من مصادرها.
ومع مرور الشهر الأول لاطلاق المنصة كان الانطباع عنها انها مصدر مهم لصناعة التعهيد ترصد كافة جوانبها، وتحدث بحماسة عن المنصة على مواقع السوشيال ميديا مسؤولين وأصحاب شركات.
واليوم أصبحت “تعهيد” أداة مهمة لتشبيك كافة أطراف الصناعة ببعضها وصوت مهم لتحسين الصورة الذهنية لهذه الصناعة التي تعد أحد مصادر الدخل بالعملة الأجنبية في مصر.
خلال عام واحد قمنا باجراءا لقاءات وحوارات موسعة مع 30 رئيس شركة مصرية وعالمية، استطعنا من خلالها اثراء منصتنا وتقريب الشركات ببعضها والترويج لمصر بين الشركات الأجنبية كأحد أبرز مقاصد صناعة التعهيد.
كذلك دعمّنا بياناتنا بأكثر من 45 إنفوجراف متنوع، وأكثر من 50 تقرير، ولم نكتف بذلك وكان قرارنا بإصدار نسخة باللغة الإنجليزية مطلع أكتوبر الجاري تزامنًا مع احتفالنا بالعدد السنوي، وتنفيذاً لتوجيهات المسؤولين الذين طالبونا بالتحدث مع الآخر الذي يبحث عن فرص للاستثمار بمصر ولا يجد المعلومات الكافية باللغة الإنجليزية .
شكراً لكل من آمن بفكرتنا حتى ظهرت إلى النور لتصبح أول نشرة متخصصة في صناعة التعهيد بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، شكراً لكل مسؤول حكومي شجّعنا ووثق بنا ورّوج لنا ، شكراً لكل شركة ساعدتنا بالمعلومات وبالأرقام وبالنصائح ، شكراً لرعاتنا ولكل من راهن على نجاحنا.
ما زال المشوار في بدايته ، فطموحاتنا تبلغ عنان السماء وهدفنا تقديم محتوانا بمزيد من التنوع واللغات والانتشار .