في خطوة تعكس التوجه الاستراتيجي لمصر نحو تعزيز شراكاتها الدولية في قطاع تكنولوجيا المعلومات وخدمات التعهيد، فتحت القاهرة قنوات تواصل رفيعة المستوى مع كبرى المؤسسات الاقتصادية والتكنولوجية الإيطالية، في محاولة لاقتناص فرص استثمارية واعدة وتعميق العلاقات الرقمية بين البلدين.
وشهدت العاصمة الإيطالية روما لقاءات مكثفة أجراها الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مع ممثلي كبرى الكيانات الإيطالية، في مقدمتها شركة ألمافيفا الرائدة في مجال التعهيد، وبنك إنتيسا سان باولو، أكبر مجموعة مصرفية في إيطاليا، إلى جانب الاتحاد العام للصناعة الإيطالية “كونفيندوستريا” الذي يضم أكثر من 170 ألف شركة.
التبادل التجاري بين البلدين يسجل نموًا لافتًا
بلغ حجم التبادل التجاري بين القاهرة وروما خلال عام 2024 نحو 6.6 مليارات دولار، محققًا نموًا بنسبة 11.9% عن العام السابق، بينما سجلت إجمالي التدفقات الاستثمارية الإيطالية في السوق المصري نحو 21 مليار دولار حتى عام 2023/2024، عبر 1328 شركة إيطالية عاملة في مختلف القطاعات، ما يعكس عمق الشراكة الاقتصادية بين البلدين.
سوق واعد لخدمات التعهيد في إيطاليا
وتفتح المؤشرات السوقية في إيطاليا الباب أمام فرص قوية للتعاون بين الجانبين في مجال التعهيد، حيث:
بلغت إيرادات خدمات التعهيد BPO في إيطاليا عام 2024 نحو 7.89 مليار دولار، ومن المتوقع أن تصل إلى 14.56 مليار دولار بحلول 2032، بمعدل نمو سنوي مركب 8.07%.
بينما سجّل سوق مراكز الاتصال 3.31 مليار دولار في 2024، ويتوقع أن يصل إلى 5.73 مليار دولار بحلول 2030، بمعدل نمو سنوي يبلغ 9.6%.
أما في مجال خدمات تكنولوجيا المعلومات، فقد بلغ إجمالي الإيرادات نحو 24.24 مليار يورو، مع توقعات بارتفاعها إلى 28.64 مليار يورو بحلول 2029، بمعدل نمو سنوي يُقدر بـ 4.3%.
مصر تطرح مزاياها التنافسية بقوة
طرحت وزارة الاتصالات خلال الزيارة خارطة الحوافز التي تقدمها مصر لشركات التعهيد، والتي تشمل:
- الموقع الجغرافي الاستراتيجي.
- بنية تحتية رقمية متطورة.
- كوادر شابة مؤهلة وقادرة على تقديم خدمات بلغات متعددة.
- دعم حكومي وتدريبات متخصصة توفرها هيئة “إيتيدا”.
وتم الاتفاق خلال الاجتماعات على تنظيم لقاءات موسعة مستقبلية تضم مجتمع الأعمال الإيطالي للترويج للمزايا التنافسية للسوق المصري، وتسهيل دخول الشركات الإيطالية للاستثمار في مجال خدمات تكنولوجيا المعلومات والتعهيد.
