رغم الصراع الجيوسياسي..مصر ما زالت لديها فرصة لتكون مقصد عالمي لصناعة التعهيد
تعاني منطقة الشرق الأوسط من عدد من الصراعات الجيوسياسية خلال السنوات الأخيرة، فضلا عن اشتعالها بشكل واضح في الأيام الماضية.
التغيرات الحالية من العوامل المؤثرة على المناخ الاستثماري بشكل عام، وصناعة التعهيد ليست بمعزل عن هذه المؤثرات.
الأمر ليس بهذه القتامة، فرغم ما تشهده المنطقة من صراعات، الإ أن مصر ما زالت تمتلك مزايا تنافسية تزيد من فرصها في التحول كمقصد عالمي لصناعة التعهيد في السنوات القليلة المقبلة.
تنافسية الأسعار والبنية التحتية القوية لخدمات الاتصالات ومحفزات الاستثمار وتوفر المناطق التكنولوجية، كلها عوامل تدعم موقف مصر كمقصد عالمي للصناعة.
التسويق لمصر كمقصد لصناعة التعهيد
قال المهندس عمرو محفوظ، الرئيس التنفيذي السابق لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات “إيتيدا” لنشرة “تعهيد ta3heed”، إن تنافسية الأسعار من الأمور الهامة التى تدعم نمو صناعة التعهيد.
ويرى محفوظ أنه من الضروري العمل على الترويج بشكل أكبر وأوسع لمصر كمقصد هام لهذه الصناعة والتسويق لمصر أو عمل ما يعرف بالـ Branding لإسم مصر بمجال التعهيد.
يعتقد أن مصر على مستوى أسعار الخدمات التي توفرها للشركات في الـ Outsourcing”” هي من بين الأرخص على مستوى العالم.
مشيرا في الوقت ذاته إلى أن النزول لمستويات سعرية أقل من ذلك قد لا يكون أفضل خيار، وقد يكون أمر غير جيد للسوق المحلى لأنه سيصبح أقل جاذبية للمهارات المتميزة و سيزيد من هجرتها إلى الخارج مما سيؤثر على كفاءة الخدمات المقدمة .
شدد على أنه لابد من الاهتمام بمهارات الخريجين وتطويرها خلال مراحل الدراسة وضرورة ربط مهاراتهم في اللغات وكذلك في النواحي التقنية باحتياجات سوق العمل، وكذلك الترويج لمصر باعتبارها مقصد كثيف العمالة ورخيص التكلفة مع جودة متميزة .
أشار الرئيس التنفيذي السابق لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات “إيتيدا” أن مصر تنافس في سوق عالمي والجودة و وفرة المهارات من المعايير الهامة في اختيار الشركات العالمية للتواجد في أي سوق، لذا فالتسعير لا يمكن وحده أن يدعم هذه الصناعة دون الترويج و تطوير المهارات.
المنافسة مع جنوب أفريقيا
في المقابل قال أحمد بهجت، الرئيس التنفيذي لشركة “VXI” لخدمات التعهيد فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إن التسعير من الأمور المهمة بالطبع وسيكون لها دور في تغيير خريطة التعهيد، مبيناً أن مصر تنافس الهند والفلبين وجنوب إفريقيا.
ويرى بهجت أن المنافسة محتدمة بين مصر وبين جنوب إفريقيا إلا أن التسعير لدينا أصبح من العوامل التنافسية التى ترجح كفة مصر في دعم موقف مصر كمقصد لصناعة التعهيد عالميا.
يعتقد بهجت أن الأوضاع الجيوسياسية في المنطقة والتوترات ستحدد شكل صناعة التعهيد في 2024، مشدداً على أنه لابد وأن يكون هناك إطار عام ورسالة تدعم الصناعة خارجيًا في ضوء التوترات القائمة.
من جانبه يعتقد مصدر باحدى شركات التعهيد أن السوق قد يشوبه الضبابية خلال الفترة المقبلة في ظل احتدام الصراع بمنطقة الشرق الأوسط، ما يجعل مشهد نمو الصناعة في مصر خلال 2024 غير واضح.
ويرى المصدر أن مصر تمتلك من الإمكانيات ما يؤهلها لتكون مقصد عالمي لصناعة التعهيد خلال السنوات القليلة المقبلة.
وبحسب كلامه، فإن العناصر الأساسية لازدهار الصناعة متوافر، سواء من خريجين من الشباب على قدر جيد من التعليم، فضلا عن البنية التحتية القوية لخدمات الاتصالات، فضلا عن انتشار المناطق التكنولوجية التي تمثل بيئة عمل جيدة للشركات الأجنبية.
بينما ستواجه الصناعة في مصر تحديات، منها ضبابية المشهد الجيوسياسي في ظل احتدام الصراعات بالمنطقة.