يرى وائل أبو العلا رئيس مجلس إدارة شركة Go Chat 247 لخدمات التعهيد، أن مصر لديها فرصة كبيرة لتكون مركز اقليمي أو عالمي لتطوير الأنظمة القائمة على الذكاء الاصطناعي.
قال أبو العلا في حوار مع منصة “تعهيد ta3heed”، إن الشركة تعمل حاليا على تطوير عدد من نماذج الذكاء الاصطناعي لعملاء لها خارج مصر.
وطالب كذلك بالتوسع في البرامج والمبادرات الخاصة بالتدريب على الذكاء الاصطناعي لتكون الكوادر البشرية جاهزة لتطوير واستثمار هذه الصناعة.
إلى نص الحوار:
كيف ترى سوق التعهيد في مصر؟
صناعة التعهيد من أكثر الصناعات التي تحتاج مساندة، فهي صناعة كثيفة العمالة ويلعب العنصر البشري دور هام فيها.
كذلك مصر تمتاز أيضا بكثافة الموارد البشرية والتي تمثل موردا هام لشركات صناعة التعهيد سواء المحلية أو العالمية.
بعد تحرير سعر الصرف خلال السنوات الماضية زادت المزايا التنافسية لمصر كمقصد لصناعة التعهيد، وكانت هناك فرصة ماسية لزيادة الدخل الدولاري لمصر من خلال صناعة التعهيد، وعلى هذا الأساس طالبت الشركات المحلية بهذه الصناعة بتسهيلات ودعم حكومي أملا في زيادة توسعاتها وزيادة حجم صادرات مصر عبر خدمات الكول سنتر والتي تعد خدمة لا تحتاج الى عمليات تأهيل معقدة للشباب.
كذلك فإن دعم الشركات المحلية بمحفزات يساعد على تحسين بيئة العمل مما يجذب شركات عالمية جديدة لمصر.
مطالب بمحفزات للشركات المحلية لدعم نمو حجم أعمالها وزيادة الصادرات
ما هي المحفزات التي تحتاجها الشركات المحلية؟
هناك الكثير من المحفزات التي يمكن تقديمها للشركات المصرية لدعم نمو أعمالها، ما يعود بالإيجاب على الصادرات الرقمية.
يجب ان يتم التعامل مع المنظومة كبيئة عمل يتم تأهيلها لجذب ملايين من الدولارات كاستثمارات وليست منظومة عقارية، تأجير مكاتب وتحصيل المقابل المادي لها.
على سبيل المثال، لا يجب محاسبة الشركات المحلية بالدولار في حال تأجير او شراء أماكن العمل بالمناطق التكنولوجية.
ويجب استخلاص تجربة الدول التي سبقتنا في هذه الصناعة لاستغلال مواردنا البشرية، فعلى سبيل المثال الفلبين تجاوز عدد العاملين بهذه الصناعة أكثر من مليون شخص سنويا وأكثر من 30 مليار دخل سنوي فقط من صناعة التعهيد.
كذلك المغرب تعمل بشكل قوي على دعم هذه الصناعة، حيث يتم بناء مراكز اتصالات للشركات مقابل نسب إيجارية بسيطة لدعمهم في توظيف مزيد من الشباب وزيادة الصادرات الرقمية من صناعة التعهيد.
كيف نتجاوز هذا في الوقت الراهن؟
إذا كنا قد تخلفنا عن الركب في خدمات الكول سنتر، فالآن لدينا فرصة ذهبية في تقديم خدمات التعهيد باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
كيف يمكن أن يساهم الذكاء الاصطناعي في دعم صادرات قطاع صناعة التعهيد؟
الذكاء الاصطناعي يغير طريقة عمل صناعة التعهيد بشكل كامل، حيث يتيح أدوات إبداعية أقرب بشكل كبير للناس بشتى تخصصاتهم.
بالنسبة لنا في مصر هي فرصة قوية لأنها في نشأتها، وستكون فرصنا سانحة لتكون لنا الريادة في هذا المجال على المستوى الإقليمي والعالمي.
ولكن يجب أن يتم إتاحة وصول المستخدمين بشكل عام لتطبيقات الذكاء الاصطناعي.
ويجب أن يكون هناك نموذج مصري من برامج الذكاء الاصطناعي استنادا إلى التطبيقات العالمية الخاصة بالذكاء الاصطناعي مثل “ChatGPT” لإضفاء الصفة المحلية عليه، ولاسيما أنه يعتمد بشكل أساسي على التغذية بالبيانات ليتمكن من التطور.
وبالفعل هناك العديد من دول العالم بدأت في إنشاء النسخة المحلية من تطبيق الذكاء الاصطناعي مثل أندونيسيا والهند.
يجب أن نتوسع في إطلاق برامج تدريب الشباب على الذكاء الاصطناعي، وخاصة انها صناعة تحتاج في بدايتها لموارد بشرية واسعة لتدريب التطبيق على الصبغة المحلية، بالاضافة إلى اختبار التطبيق لتحسين تجربته.
فهناك فرصة قوية لنا أن نكون مركز تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي على المستوى الإقليمي والعالمي.
فهناك ميزة تنافسية قوية لمصر في الأسعار، مقارنة بالأسواق العالمية، والتي تتراوح بين 150 و200 دولار، وقد تصل الى 1000 دولار في بعض التخصصات واللغات النادرة، ولكنها ما زال تنافسية مقارنة بالاسواق العالمية والتي قد تصل الى 3000 دولار.
اعتقد اننا نحتاج أن نتعامل مع هذا الملف على أنه مشروع قومي.
هل مصر تمتلك البنية التحتية المناسبة لتحويلها لمركز إقليمي وعالمي للذكاء الاصطناعي؟
بالطبع مصر في السنوات الأخيرة طورت من بنيتها التحتية لقطاع الاتصالات والبنية الأساسية بشكل قوي وملموس.
ولعل جائحة كورونا خير دليل لذلك، حيث رغم الإغلاق الأ أن الأعمال لم تتوقف، وكذلك شركات التعهيد لم تواجه أي تحديات في تقديم خدماتها في فترة الإغلاق مع تطبيق سياسة العمل من المنزل، عكس الفلبين، التي واجهت شلل في هذه الخدمات.
GO Chat 247 تعمل على التوسع بخدمات تطوير نماذج الـ AI
اذا لماذا لا تعمل شركتكم على تطوير نموذج للذكاء الاصطناعي لصناعة التعهيد؟
بالفعل بدأنا في تطوير نموذج قائم على الذكاء الاصطناعي وتم تدريبه بشكل قوي لتقديم بعض الخدمات الخاصة بصناعة التعهيد عبر الدردشة، وبدأنا في إطلاق نسخ تجريبية لبعض الجهات منها غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات وشركة إماراتية.
كذلك طورنا نظام ذكاء اصطناعي يمكنه رؤية وفهم صورة “سكرين شوت” ورصد ما بها والرد عليها.
