الرئيسيةحوارات

كاطو: مصر خيار مثالي لإنشاء مراكز خدمة عملاء متعددة اللغات

لقاء هذا الأسبوع يتجدد مع نشرة تعهيد Ta3heed، وهذه المرة نحاور رامي كاطو واحد من القيادات البارزة في صناعة التعهيد والمدير التنفيذي السابق لشركة فودافون للخدمات الدولية VOIS.

يعتقد كاطو أن مصر تمتلك العديد من المزايا التنافسية التي تجعل منها خيار مثالي للشركات متعددة الجنسيات التي ترغب في إنشاء مراكز خدمة عملاء متعددة اللغات.

ويرى كاطو أن أكثر ما يميز السوق المصري هو توافر الكوادر البشرية المؤهلة والتي يمكنها التحدث بعدة لغات متنوعة.

إلى نص الحوار:

مصر تتخذ خطوات سريعة لتهيئة المناخ الاستثماري لصناعة التعهيد..ما المحفزات التي تدعم جذب مصر لاستثمارات جديدة في هذه الصناعة؟

صناعة التعهيد تعتمد على عنصرين أساسيين، أولهما الجدوى  الاقتصادية، حيث تبحث دائما الشركات عن حوافز اقتصادية لنقل أعمالها من الدول المتقدمة ذات التكلفة العالية للأسواق النامية ذات أسعار تنافسية.

ولذلك السعر مقابل القيمة المضافة المقدمة، هو عنصر أساسي في جذب الشركات العالمية للسوق المصري.

وخلال الفترة الماضية بسبب فرق العملة، أصبح لدى مصر ميزة تنافسية عالية جدا في الأسعار، حيث أصبحت بعض الخدمات لدينا أرخص من الهند، وهي ميزة تنافسية تؤثر إيجابيا على الشركات العالمية لنقل أعمالها في مصر أو زيادة توسعاتها بمصر.

العنصر الآخر، هو توافر المواهب من الموارد البشرية الحاصلة على التأهيل اللازم لتقديم خدمات التعهيد من مصر، فكلما توفر عدد أكبر من الشباب ذو مستوى مقبول في اللغات الاجنبية وكذلك مستوى فني مقبول، سيزيد ذلك من تنافسية مصر كمصدر لخدمات التعهيد ومقصد رئيسي لهذه الصناعة.

تهيئة المناخ الاستثماري سيدعم اجتذاب شركات عالمية جديدة للسوق المصري

ما الذي ينقص المناخ الاستثماري لصناعة التعهيد في مصر؟

هناك 3 عوامل أساسية لتحسين المناخ الاستثماري لصناعة التعهيد.

أولها الاستمرار في تحسين الصورة الذهنية للسوق المصري لدى المستثمرين الأجانب خاصة بعد الانطباع السلبي بعد أحداث 2011، كذلك الاستمرار في الترويج والتسويق لمصر كمقصد هام لهذه الصناعة، وأرى أن هذا سيستغرق بعض الوقت لتجاوزه.

العامل الثاني، هو تحسين تنافسية مصر والتي بدأت تتحسن خلال السنوات الماضية وخاصة بعد تحرير سعر الصرف.

العامل الثالث، هو تحسين بيئة الأعمال عموما، شركات التعهيد مثلها مثل أي مستثمر، فكلما تحسنت بيئة الأعمال كلما زادت فرص جذب استثمارات جديدة بهذه الصناعة، ويسهم في تحسين ترتيب مصر في المؤشرات العالمية لصناعة التعهيد.

هل تؤثر الأحداث الجارية بمنطقة الشرق الأوسط من حروب وتوترات على مصر كمقصد للتعهيد؟

التأثير يعتمد بشكل أكبر على طول مدة هذه الحرب، فكلما استقرت الأوضاع أسرع كلما كان هذا في صالح الصناعة بمصر.

وذلك راجع لعدة أسباب، أن كثير من الغرب لا يعرف بدقة حدود مصر الجغرافية ولا يعلم كم تبعد المسافة بين القاهرة وسيناء، وكذلك الحدود مع غزة وغيرها من الأمور الجغرافية، فبالتالي بمجرد ان يسمع هناك حرب بالشرق الأوسط او يذكر اسم مصر ضمن الأخبار يتخيل ان هناك عدم استقرار في مصر، وذلك يعطي انطباع سلبي للمستثمر.

من ناحية أخرى..هل يسهم استمرار التوتر في منطقة شرق أوروبا لجذب مصر أعمال الشركات من تلك المنطقة؟

بالفعل، اشتعال حرب روسيا وأوكرانيا ساهم في توجه كثير من الشركات العالمية بصناعة التعهيد للسوق المصري، وخاصة أن منطقة شرق أوروبا زاخرة بالكوادر الشابة بقطاع التكنولوجيا وهي منافس رئيسي لمصر، ولكن مع حدوث الحرب قررت كثير من الشركات الابتعاد عن منطقة التوترات وبدأت توسع تواجدها في مصر، أو نقل تقديم خدماتها من تلك الأسواق إلى مصر.

اعتقد ان مصر ايضاً لديها فرصة جيدة لاستقطاب الشركات المقدمة لخدمات التعهيد من اسرائيل، وخاصة بسبب حالة عدم الاستقرار التي تمر بها البلاد هناك حالياً.

المدير السابق لـ VOIS: السوق المصري تنافسي في الأسعار ولدينا فرصة كبيرة للنمو في الـ shared services

ما الأسواق التي تعتبر منافس قوي للسوق المصري؟

صناعة التعهيد يمكن تقسيمها لثلاث أجزاء كالتالي “خدمات العملاء – خدمات الـ shared services – خدمات التكنولوجيا”.

بالنسبة للجزء الأول المتعلق بخدمة العملاء، فمصر متميزة بشكل قوي عن إي سوق أخر، وذلك بسبب الميزة التنافسية في الاسعار مقارنة بالسوق الهندي على سبيل المثال، فضلا عن تميز الشباب المصري في إجادة اللغة دون وجود لكنة عكس الهنود.

كذلك لا يوجد سوق في العالم به هذه القاعدة من الشباب الذي يجيد العديد من اللغات المتنوعة، فمثلا منطقة شمال أفريقيا تتميز في اللغة الفرنسية فقط، وأمريكا اللاتينية تتميز في الاسباني فقط وتركيا تتميز في الألماني وجنوب أفريقيا تتميز في الانجليزية.

بينما في مصر يوجد مجموعة من الشباب القابلين للتأهيل يجيدون لغات متعددة، وبالتالي فمصر خيار مثالي للشركات التي تريد ان تؤسس مركز خدمة عملاء متعدد اللغات.

وأعتقد أن التحدي الحقيقي أمامنا هو الحفاظ على هذا المستوى وتحسينه عن طريق التركيز على تعليم اللغات في الجامعة وعدم الاكتفاء بالمواد العلمية فقط.

أما الجزء الثاني الخاص بالخدمات ذات القيمة المضافة “shared services” فمنذ فترة وجيزة بدأت بعض الشركات القيام بإنشاء مراكز لها في مصر مثل الفطيم وبيبسيكو ويونيليفر، وهذا مؤشر جيد، وضع مصر على قائمة هذا النوع من الخدمات، وهذا القطاع به فرصة قوية للنمو.

ولكن لاستغلال فرصة النمو بهذا القطاع، يجب التركيز على تطوير المهارات الفنية للأفراد فضلا عن العمل على إتقان لغة أجنبية، وخاصة المحاسبين والمحامين ومتخصصي التسويق وغيرها من الخدمات ذات القيمة المضافة.

الجزء الثالث من خدمات التعهيد، يتعلق بتقديم الخدمات التكنولوجية، وفي هذا الشق تحتاج الشركات شباب لديه خبرة أكبر ولديه شهادات متخصصة في تقنيات معينة، ولذلك يجب توعية الشباب بالكليات المتخصصة بضرورة أن يعمل على تطوير مهاراته سواء من خلال التدريب الصيفي أو الحصول على كورسات وشهادات متخصصة في التكنولوجيا.

وفي الواقع وزارة الاتصالات وهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات “ايتيدا” يبذلون مجهود قوي في هذا الشق وكذلك معهد تكنولوجيا المعلومات ITI.

ولكن خدمات القيمة المضافة تواجه تحدي قوي يتلخص في هجرة الكوادر البشرية ..كيف ترى ذلك؟

هذا حقيقي، ولكن نسبة المهاجرين من الكوادر الفنية ليست مؤثرة، كذلك خروج هذه الكوادر للاسواق الخارجية أمر محمود، حيث يسهم ذلك في زيادة تحويلات المصريين من الخارج من جهة، ومن جهة اخرى يكتسبوا مزيد من الخبرات والمهارات نتيجة عملهم في هذه الأسواق ما قد يعود بالنفع على السوق المصري من الناحية الفنية حال عودتهم في قيادة شركات أو حتى تأسيس شركات.

هناك صورة ذهنية سيئة دائما لمهنة الكول سنتر..كيف ترى ذلك؟

هذا صحيح، ولكن السمعة السيئة ترجع لأن بعض الشركات لا تتبع المحددات السليمة للخدمة، حيث هناك بعض الشركات ليس لديها ما يكفي من المهارة من الكوادر البشرية الإدارية لوضع مخطط جيد لعمل موظف الكول سنتر بحيث لا يتم الضغط عليه عصبيا ونفسيا، الأمر الذي يتسبب في زيادة معدلات خروج الموظفين من الشركة.

ولكن اذا لجأت الشركات للطريقة السليمة في ادارة هذه المنظومة من تخصيص وقت للراحة وتوفير بيئة صحية للعمل، ستجد أن معدلات خروج الموظف من الشركة منخفضة.

كذلك يجب أن يعي الشباب ان مهنة الكول سنتر ليست مهنة العمر، وإنما هي مدخل للصناعة، يجب ان يتعلم ويطور من مهاراته خلال فترة عمله للتنقل إلى وظيفة أفضل.

نشرة تعهيد

كن أول من يعرف الاخبار الحصرية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى