ماذا ينقص بيئة عمل شركات التعهيد في مصر ؟
لعلَّ هذا التساؤل من التساؤلات الهامة التى قررنا أن نناقشها هذا الأسبوع مع مسؤولي شركات التعهيد في مصر للوقوف على ماينقص بيئة عملهم .
دانش: هذه الصناعة تحتاج إلى توافر ثلاث مقومات
قال الدكتور عادل دانش، الأب الروحي لصناعة التعهيد في مصر ، والرئيس الأسبق لشركة اكسيد، إن وجود صناعة خدمات أوت سورسينج قوية في مصر تحتاج إلى توافر ثلاث مقومات على رأسها توافر المهارات البشرية والعمالة الماهرة باللغات المطلوبة.
وأوضح دانش أن العامل الثاني هو وجود بنية تحتية متطورة وملائمة ، بالإضافة إلى تنافسية التكلفة، مبينًا أن العمالة المدربة أصبحت متوافرة بلغات أجنبية متنوعة منها الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية وهي ميزة نسبية لمصر مقارنة بالأسواق الأخرى .
وتابع أن شبكة البنية التحتية للاتصالات شهدت خلال المرحلة الماضية طفرة نوعية كبيرة علي مستوى سرعة الانترنت ، منوها أن تحرير سعر الصرف ساهم في خلق فرصة كبيرة للصادرات الرقمية المصرية.
ورأى أن الشركات بحاجة إلى تسويق خدماتها بحيث تتكامل مع جهود هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات في الترويج لمصر كمقصد عالمي لصناعة التعهيد.
ريحان: الشركات تعاني من التعامل مع هيئة التأمينات الاجتماعية
قال أحمد ريحان ، المدير الإقليمي لشركة ساذرلاند Sutherland فى مصر ، أن شركات خدمات التعهيد بمصر تعاني صعوبة فى التعامل مع هيئة التأمينات الاجتماعية خاصة وأن كل مكتب يقبل عدد معين من الموظفين دون غيرهم الأمر الذي يسهم فى إرجاء دفعات أخري .
وشدد ريحان علي أهمية وجود كوادر بشرية تقنن التحدث بطلاقة لعدد من اللغات الأجنبية الأخري بخلاف الانجليزية مثل الإلمانية والإسبانية واليونانية والفرنسية ، منوها أن مصر تعد من أكثر الدول تكلفة إيجارات مقرات مراكز الاتصال.
رفقي: ضرورة التوسع فى الخدمات ذات القيمة المضافة
وأكد أحمد رفقي ، نائب رئيس شركة راية لمراكز الاتصالات ، أن مصر لديها مقومات جيدة لتقديم خدمات التعهيد بكفاءة وبأسعار تنافسية للعملاء علي كافة الأصعدة من عمالة ماهرة ولغات متنوعة وغيرها إلا أنه يجب تهيئة بيئة العمل لنمو هذه الصناعة ، مطالبًا بأهمية التوسع فى الخدمات ذات القيمة المضافة مثل الدعم الفني بجميع مستوياته وتطوير البرمجيات التي أثبتت نجاحا كبيرا خلال المرحلة الماضية .
وألمح رفقي أن الحكومة ساهمت فى تأهيل البنية التحتية التكنولوجية ولكن توجد عوامل أخري قد تساعد كثيراً فى نمو هذه الصناعة وزيادة الصادرات الرقمية.
ورأى أن شركات خدمات الأوت سورسينج فى مصر سواء المحلية أو العالمية مازالت بحاجة إلي مزيد من العمالة المدربة بمستوياتها المهنية والإدارية ومزودة باللغات المطلوبة وبالأخص خارج القاهرة لأنها عامل رئيسي للنمو.
وتابع قائلاً: رأيت بنفسي نجاحات كبيرة خارج القاهرة و بالذات في الإسكندرية التي رأيت بها شباب مصري على مستوى عالي جداً يقدم خدمات تطوير برامج و تقنيات الذكاء الاصطناعي و دعم فني لشركات عالميه كبيره و قد كنت فخورا جدا بهذا الشباب ، كما أري التوسع أيضا في تدريب هذه الكوادر في القاهره و خارج القاهره سوف يعود علي الصناعه بعائد نمو كبير.
أشار أن الشركات المحلية تواجه تحدٍ كبير يتمثل فى إمكانية الوصول والتواصل مع العملاء المحتملين مقارنة بنظيراتها العالمية خاصة وأنها متواجدة فى الأسواق التي يتواجد بها العملاء ويمكنها اقتناص صفقات بسهولة وإسنادها إلى مكاتبها بمصر التى تقوم بتقديم خدمة علي أعلي مستوي.
وتساءل: هل يتوافر للشركات المصرية حظ فى الاستحواذ علي صفقات عالمية إذا توافرت لها مقومات التواجد والتسويق في هذه الأسواق؟ ، معلقًا بالطبع نظرا لأنه يوجد قاعده كبيره من الشركات الصغيره و المتوسطه التي تسعي الي التعاون و إسناد عملياتها لكيانات صغيرة محلية من هذه النوعية تتسم بالمرونة المطلوبة لهذه النوعية من العملاء.
شيماء: من الضروري توفير التسهيلات وبنية تحتية قوية
قالت شيماء عبد العزيز الشريك المؤسس والعضو المنتدب لشركة جو شات 247، لخدمات التعهيد إن بيئة عمل شركات التعهيد في مصر يلزمها أمرين بالغي الأهمية، أولها ضرورة توفير التسهيلات للشركات والتى تشمل اتاحة أماكن تكنولوجية مجهزة تساعدنا في استيعاب التوسعات اللازمة وبأسعار ملائمة، مع اتاحة امتيازات أخرى كالإعفاء من الضرائب .
تابعت: ” من الضروري أيضًا توفير بنية تحتية قوية لمواجهة أي أعطال أو ظروف تحول دون اتمام خدمات الشركات، لأن الإنترنت من أساسيات عمل شركات التعهيد”.