عند توسع شركات التعهيد خارجيًا، فإنها غالبًا ما تتواجد في أماكن تقليدية يتجه لها الجميع ومع ذلك فإن الذهاب لمكان آخر يمكن أن يكون ذو قيمة مماثلة أو حتى أكثر.
شركات التعهيد واستراتيجيات التوسعات الخارجية
قام خبراء من شركة Buck Consultants International بالبحث عن المدن التى بدأت تتجه إليها بوصلة شركات التعهيد على المستوى العالمي والتي تناسب القدرات المالية للشركات .
في البداية إذا سألت أي مدير تنفيذي عن المكان الذي ينبغي للشركة أن تفكر فيه عند إنشاء مقر جديد خارجيًا سواء لمراكز الدعم – مراكز الخدمات المشتركة (SSCs)، أو خدمات الأعمال العالمية (GBS) ، أو الاستعانة بمصادر خارجية للعمليات التجارية (BPO) أو مراكز الاتصال – فسيطرح المواقع المعروفة أو التى يتزايد الإقبال عليها على الفور.
هذا الأمر قد يكون منطقياً لكن يشوبه بعض العيوب أبرزها أن الذهاب إلى مكان يذهب إليه الجميع يتسبب في الإدحام، فالتنافس على المواهب والبنية التحتية مرتفع في هذه الأماكن.
لكن إذا كانت المواقع الجغرافية لا تزال ناشئة إلى حد ما، فمن المرجح أن يؤدي التواجد بها إلى خلق المزيد من الفرص والحد من التكلفة المرتفعة وزيادة العائدات.
وبهدف الكشف عن مواقع أقل تقليدية وذات إمكانات كبيرة، رشّح المستشارون من شركة Buck Consultants International مواقع مبتكرة واختاروا 8 مواقع ناشئة كل منها في ثلاث مناطق جغرافية: الأمريكتان وأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا.
تم الأخذ في الاعتبار تضمين المناطق الحضرية التي يزيد عدد سكانها عن مليون نسمة، وكذلك التى طورت بنيتها التحتية على سبيل المثال تواجد مطار دولي ومراكز رقمية وطرق سريعة .
ونتيجة لذلك، تم استبعاد البلدان الناضجة والمكلفة والتنافسية في أوروبا الغربية أو الشمالية وآسيا من التحليل.
أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا
جاءت في المرتبة الأولى من حيث المدن الناشئة التى بدأت تلفت أنظار شركات التعهيد زغرب، بكرواتيا فهي مركز لغة أوروبي قريب، يبلغ عدد سكان زغرب 1.1 مليون نسمة يتحدثون العديد من اللغات الأوروبية المختلفة.
وتتميز بمخاطر منخفضة ونوعية حياة مقبولة وتكاليف عمل جذابة، خاصة بالمقارنة مع الرواتب الأعلى بكثير في غرب وشمال أوروبا.
وفي اليونان تم اختيار مدينة سالونيك، تتمتع المدينة بمخاطر منخفضة ونوعية حياة جذابة ومستويات تكلفة جذابة مقارنة ببقية أوروبا.
بعض الشركات الكبرى متعددة الجنسيات مثل Siemens وPfizer لديها مراكز لتطوير البرمجيات في سالونيك وهناك العديد من مراكز الدعم مثل TaskUs وTeleperfomance التي تستخدم القوى العاملة متعددة اللغات في هذه المدينة
في حين تعد تركيا سوقًا كبيرًا يضم 10 مدن يتجاوز عدد سكانها المليون نسمة، وهي سوق ناضجة لكل من البرامج وأنشطة الدعم.
وتتركز معظم الأنشطة في إسطنبول، لذا تعتبر أنقرة بديلاً واعداً، مع منافسة أقل في سوق العمل، تتمتع أنقرة بسوق عمل كبير ونوعية حياة مقبولة وهيكل تكلفة جذاب.
توجد بعض مراكز البرامج والدعم في أنقرة، وهي مسألة وقت فقط قبل دخول المزيد من اللاعبين الدوليين.
وتقوم جورجيا في أوروبا، وليس الولايات المتحدة بتسويق نفسها على المستوى الدولي، وخاصة بالنسبة لأنشطة الدعم وخدمة العملاء.
وتعد تبليسي مركزًا قادمًا للبرامج والدعم خاصة للأنشطة الأوروبية منخفضة التكلفة، فهناك مراكز اتصال كبيرة وعدد قليل من مراكز الدعم النشطة في تبليسي مثل Majorel وTeleperfomance وBDO.
وإذا اتجهنا إلى شمال أفريقيا، فتعد المغرب سوقًا ناضجًا للبرمجيات والدعم وتعهيد العمليات التجارية، ويضم 10 مدن يزيد عدد سكانها عن مليون نسمة.
تم إدراج مدينة فاس لأنه لا يزال هناك مجال للتطور دون منافسة قوية في سوق العمل ومستويات التكلفة جذابة، خاصة بالنسبة للخدمات الأوروبية.
وثمة خيار آخر مهم في شمال أفريقيا وهي مصر، فقد نجحت مصر في استغلال امكانياتها في مجال البرمجيات وأنشطة الدعم .
وبما أن معظم الاستثمارات تذهب إلى القاهرة، فقد كانت الإسكندرية في وقت سابق خارج بؤرة اهتمام الشركات ، إلا أن نوعية الحياة في المدينة التى يبلغ عدد سكانها أكثر من 5.5 مليون نسمة، وهيكل التكلفة الجذاب وإجمالي رواتب الشباب الأقل من 500 دولار شهريًا والمنافسة المحدودة في سوق العمل جعلها تحل سادساً ضمن المدن التى بدأت تتجه اليها شركات التعهيد العالمية.
حاليًا هناك عدد من الشركات العالمية بدأت تتواجد في الإسكندرية مثل Vodafone وIBM وXceed وإنتلسيا ، وهي مسألة وقت فقط قبل أن تتبعها المزيد من الشركات العالمية.
وفي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، تم اختيار غانا فاللغة الإنجليزية هي اللغة الرسمية، كما تتمتع أكرا بمخاطر مقبولة ونوعية حياة مقبولة، حيث يقل إجمالي الرواتب الشهرية عن 500 دولار أمريكي شهريًا.
وقد أثبتت مراكز الدعم الدولية الكبرى الأولى في أكرا (مثل زيروكس ونستله لخدمات الأعمال العالمية) إمكاناتها.
وأخيرا، تقدم كينيا اللغة الإنجليزية كلغة رسمية إلى جانب اللغات الأوروبية الأخرى مثل الفرنسية، وتعتبر نيروبي سوقًا ناضجًا لتعهيد العمليات التجارية ولكنها ناشئة فيما يتعلق بالبرمجيات والدعم، مع وجود مخاطر مقبولة وجودة حياة ومستويات تكلفة جذابة للغاية.
أطلقت مايكروسوفت في عام 2019 أول مركز للتنمية في أفريقيا (ADC) باستثمار مدته خمس سنوات بقيمة 100 مليون دولار في موقعين أوليين في نيروبي ولاغوس بنيجيريا، حيث خططت الشركة لتوظيف ما يصل إلى 500 شخص بحلول عام 2023.