تشهد صناعة التعهيد في مصر طفرة غير مسبوقة، حيث ارتفع حجم صادرات القطاع إلى 4.3 مليار دولار خلال عام 2024، محققًا نموًا قياسيًا بلغ 80%، فيما تضاعف عدد العاملين محليًا بنسبة 70%، الأمر الذي عزز مكانة مصر كأحد أبرز المقاصد العالمية في تصدير خدمات تكنولوجيا المعلومات والعمليات العابرة للحدود.
ووفقًا لبيانات وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وهيئة “إيتيدا”، تعمل في السوق المصري حاليًا 180 شركة متخصصة في الـ Offshoring، منها 58 مركز خدمات عالمي من قارة أمريكا الشمالية، مقارنة بـ48 مركزًا فقط في 2024، بما يعكس ثقة متزايدة من كبريات الشركات العالمية في البنية التحتية والكوادر المصرية.
وتشير الأرقام إلى أن 54 شركة أمريكية تستثمر في صناعة التعهيد بمصر، تتوزع بين 32 شركة في نظم المعلومات، و14 شركة في العمليات التجارية، و8 شركات في البحث والتطوير، ما يعكس تنوع الأنشطة وزيادة الفرص المتاحة للشباب المصري المؤهل.
وخلال زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة، عقد الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات سلسلة من اللقاءات المكثفة مع مسؤولي كبرى الشركات الأمريكية، في إطار خطة لجذب المزيد من الاستثمارات وتعزيز موقع مصر على خريطة التعهيد العالمية.
فقد التقى الوزير بمسؤولي شركة TTEC Engage لبحث خطط التوسع في خدمات تعهيد نظم المعلومات بالسوق المصري، فيما شهد اجتماعه مع Honeywell مناقشة استراتيجيات تطوير مركز التميز للمدن الذكية والتوسع في التصنيع المحلي للمنتجات الذكية. كما استعرض مع شركة Kraft Heinz فرص الاستثمار في مجالات التحول الرقمي والتجارة الإلكترونية والتسويق المعتمد على الذكاء الاصطناعي.
أما اللقاء مع شركة Archer فركز على بحث التوسع في حجم أعمالها بمصر وزيادة عدد العاملين، مع مناقشة فرص التعاون في مجال إعداد الكوادر الرقمية المتخصصة. بينما أبدت شركة iQor اهتمامًا بإنشاء مركز جديد في مصر لتقديم خدمات التعهيد لعملائها حول العالم، بما يمثل إضافة نوعية إلى منظومة الاستثمار في السوق المحلي.
وبهذه المؤشرات، تواصل مصر تعزيز مكانتها كوجهة جاذبة لاستثمارات التعهيد العالمية، مستفيدة من كوادرها الشابة، وتنافسيتها في التكلفة والجودة، وتنوع الخدمات المقدمة، وهو ما يجعلها على أعتاب مرحلة جديدة من النمو في واحدة من أكثر الصناعات الواعدة.
