تواصل شركة ترانسكوم لخدمات التعهيد توسعاتها بالسوق المصرية، إذ تخطط لافتتاح مركزاً جديداً لها في منطقة شرق القاهرة خلال سبتمبر القادم.
وبحسب أحمد جمال الدين المدير الإقليمي لشركة ترانسكوم، فإن المركز الجديد يتسع لنحو 1200 موظف تستهدف الشركة تعيينهم بشكل تدريجي خلال هذا العام والعام المقبل.
أوضح جمال الدين في حواره مع نشرة “تعهيد“، أن مصر بها مزايا تجعل منها مركزاً لصناعة التعهيد ولكن تحتاج إلى التسويق الخارجي لها كمقصد هام لهذه الصناعة.
إلى نص الحوار:
اقرأ ايضاً: إي نابل لخدمات التعهيد تستهدف 200 مليون جنيه إيرادات في العام المالي 2023/2024
تعهيد : ما هي أبرز المطالب للنهوض بصناعة خدمات التعهيد في مصر وتحقيق مستهدفات وزارة الاتصالات ؟
أحمد جمال الدين: أقترح تنظيم مؤتمر عالمي بحضور القائمين على صناعة التعهيد في مصر ومشاركة رؤساء الشركات الدولية في الصناعة لتسليط الضوء على موقع مصر كمقصد لخدمات التعهيد وشرح طبيعة وملابسات الموقف على الحدود مع دول الجوار من أجل طمأنة المستثمرين الأجانب
بالإضافة إلي تنظيم حملة ترويجية موسعة تتضمن استعراض الاجتماعات مع ممثلي الشركات العالمية وخطط توسعاتها وزيادة استثماراتها بالسوق المحلية.
تعهيد : ما هي الجهة المنوط بها تنفيذ هذه المهام للنهوض بالصناعة ؟
أحمد جمال الدين : المسئولية مشتركة وتقع علي عاتق الجميع سواء حكومة أو شركات لاسيما وأن هذه الصناعة قناة رسمية لعرض وتسويق مصر كلاعب محوري ومؤثر على خريطة خدمات التعهيد عالميا، وبالتالي لابد من وجود وكالة تسويقية ” بي آر ” تتولى استعراض مواطن القوة في مصر وإيجابيات مناخ الاستثمار في مصر.
لذلك يجب تنظيم اجتماع بصفة دورية بين القائمين على الصناعة ومسئولي شركات التعهيد العالمية للاستماع إلى وجهات نظرهم مع العمل على ترويجها على غرار ما تفعله سفارة دولة السويد مع شركاتها في مصر.
يوجد متطلبات كثيرة تحتاجها شركات خدمات التعهيد في مصر منها ضرورة إعادة النظر في سرعات الإنترنت وهو الأمر الذي توليه وزارة الاتصالات و إيتيدا اهتماما كبيرا مع مقارنة أسعار الخدمة بالدول المجاورة خاصة مع ظهور قوى جديدة على الخريطة مثل باكستان والتي لم تكن لديها تواجد على الخريطة العالمية منذ 4 سنوات علي سبيل المثال ولكنها أصبحت أرخص حاليا في تقديم الخدمة، بالإضافة إلى البوسنة والتي نجحت ترانسكوم في الدخول بها منذ عام 2020 وتمتلك حاليا 1500 موظف بها .
كما يعاني السوق المصرية أيضا من ارتفاع تكلفة إيجارات المباني الإدارية فعلي سبيل المثال يعادل إيجار مبنى في مدينة برلين نصف طابق في مدينة القاهرة .
تعهيد : حدد لنا أبرز المطالب التي ينبغي سرعة تنفيذها وفقا لدرجة الأولوية ؟
أحمد جمال الدين : تتلقى الشركات حاليا دعم مالي من إيتيدا عندما تقوم بزيادة حجم أعمالها وتعظيم استثماراتها إلا أن صرفه مرهون بتعيين أعداد معينة من الموظفين.
من ناحية أخرى، تنفق الشركات ميزانيات ضخمة على الحملات التسويقية، في حين أنه يمكن توجيهها لاستقطاب طلاب من المدارس وخريجي الجامعات الجدد للانضمام إليها .
لماذا لا يتم تنظيم دورات صيفية بين وزارة الاتصالات والجامعات يحصل بموجبه الطالب على درجات حال تدربيه علي أداء وظيفة ما ؟ الأمر الذي يساعد على تنمية مهارات الكوادر البشرية داخل هذه الصناعة، ويتم الطلب من خريجي كليات الألسن و آداب لغات بممارسة اللغة المدروسة داخل الشركات طوال فترة الدراسة .
بالإضافة إلي تحديث البنية التحتية خاصة وأن الشركات مازالت تستقبل مكالمات من عملاء عن طريق تطبيقات الصوت عبر الإنترنت وتقنيات أخرى تتطلب رسوم إضافية لتمرير المكالمات عن طريق مشغلي اتصالات أجانب مثل فيريزون .
من ناحية أخري، سعر المباني الإدارية في الشوارع الرئيسية المنظمة والتي تشتمل علي أماكن جراجات بـ القاهرة مرتفع للغاية.
لذلك يجب تسويق كل مواطن القوة لمصر من معالم سياحية ومناطق أثرية خاصة وأنها قطعت شوطا كبيرا في صناعة خدمات التعهيد عالميا، من أجل تغيير الصورة الذهنية عن البلاد وتحسين وإثراء تجربة السفر إليها .
تعهيد : ما عدد اللغات التي تقدم بها الشركة خدماتها؟
أحمد جمال الدين : نقدم خدماتنا حاليا بـ5 لغات هي “الانجليزية – الالمانية – الاسبانية – الفرنسية – الايطالي”، وسنضيف لغات “اليابانية- الهولندية “الدوتش”- التركية”.
تعهيد : ما اللغات التي ترى أن بها فرص للنمو وتنصح الشباب تعلمها؟
أحمد جمال الدين : بالطبع اللغة الألمانية، بجانب الانجليزية.
تعهيد : لماذا يوجد طلب دائم على اللغة الألمانية؟
أحمد جمال الدين : نسبة البطالة في ألمانيا أقل من 2%، ولذلك فإن أغلب الشباب في ألمانيا يبحث عن وظائف اخرى ليست خدمة العملاء منها، فضلا عن تكلفة تقديم الخدمة باللغة الالمانية من المانيا مرتفع للغاية يصل لنحو 3 أضعاف تقديمها من مصر.
تعهيد : هل يمكن أن تتحول مصر لمركز لتقديم خدمات التعهيد متعدد اللغات؟
أحمد جمال الدين : كان لدي مخطط لإنشاء مركز متعدد اللغات للشركة في مصر عن طريق استقطاب الموظفين من الدول الاسكندنافية للعمل في هذا المركز بمصر لتقديم الخدمة من مصر الأمر الذي يساعد في زيادة عائدات الشركة الدولارية وكذلك صادرات مصر الرقمية، فضلا عن المساهمة في تحويل مصر لمركز لتقديم الخدمات متعددة اللغات ونقل الخبرات للشباب المصري.
الإ أن الأمر واجه عائق قانوني تمثل في أنه غير مسموح أن يتجاوز نسبة الموظفين الأجانب 5% من إجمالي عدد الموظفين بالشركة.
التجربة في حال تنفيذها كانت ستكون لها آثار ايجابية من عدة جوانب، أولها أنها ستسمح للشركة تقديم الخدمة بتكلفة تنافسية وأقل بـ 70% عن التكلفة في حال تقديم الخدمة من دول شرق أوروبا، فضلا عن التسويق لمصر كمركز لتقديم الخدمات متعددة اللغات، بالاضافة الى المساهمة في ترويج السياحة عن طريق اقامة هذا المركز بالمدن السياحية مثل الغردقة، وأخيرا العمل على تنمية الصناعة وزيادة الصادرات الرقمية.
تعهيد : ما الخدمات التي تشهد نمو خلال الفترة الحالية؟
أحمد جمال الدين : خدمات الدعم الفني زاد عليها الطلب بشكل كبير وهي واحدة من الخدمات ذات القيمة المضافة وخاصة أذا كان يتم تقديمها بلغات أجنبية فتزداد قيمتها وسعرها وبالتالي زاد عليها الطلب في مصر بسبب تنافسية الأسعار ومن المتوقع أن يزداد عليها الطلب أكثر خلال الفترة المقبلة.
كذلك يزداد الاعتماد على الخدمات المستندة لتقنيات الذكاء الاصطناعي والتي تسهم في تقليل المكالمات التي يتلقاها البشري.
تعهيد : هل تعتمد ترانسكوم على أدوات الذكاء الاصطناعي في خدماتها؟
أحمد جمال الدين : بالطبع، ولكن بشكل محدود حيث يحتاج الذكاء الاصطناعي لفترة زمنية للتعلم وزيادة الاعتماد عليه.
تعهيد : كم يبلغ عدد موظفي شركة ترانسكوم في مصر حالياً؟
أحمد جمال الدين : لدينا حاليا نحو 1350 موظف في مصر .
تعهيد : ما خططكم التوسعية خلال الفترة المقبلة؟
أحمد جمال الدين : نعمل على التوسع من خلال تجهيز مركز جديد لتقديم خدمات الشركة من القاهرة الجديدة ويتسع لنحو 1200 موظف سيتم تعيينهم على مراحل ومن المنتظر افتتاحه في سبتمبر المقبل على أن يبدأ العمل به في شهر أكتوبر.
