أخبار وتقاريرالرئيسية

هل تصبح الحكومات أكبر عملاء لصناعة التعهيد؟

في خطوة غير مسبوقة على مستوى العالم، أعلنت ألبانيا منذ عدة أسابيع عن تعيين نظام ذكاء اصطناعي يُدعى “دييلا” في منصب وزير المشتريات العامة، لتصبح بذلك أول دولة تُسند مهامًا وزارية إلى كيان رقمي يعتمد كليًا على تقنيات الذكاء الاصطناعي.

وتُعد هذه الخطوة تحولًا نوعيًا في أساليب إدارة الخدمات العامة وتعهيد العمليات الحكومية، إذ تهدف إلى تعزيز الشفافية ومكافحة الفساد وتسريع وتيرة اتخاذ القرار داخل المؤسسات الرسمية، بما يمهد لعصر جديد من الحوكمة الذكية التي تتكامل فيها التكنولوجيا مع العمل التنفيذي في أجهزة الدولة.

وبحسب موقع eleks يتمثل الدور الأساسي للوزير الافتراضي في مكافحة الفساد وتعزيز الشفافية وتسريع إجراءات المشتريات الحكومية، وهي مهام ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمنظومة التحول الرقمي والتعهيد الحكومي للخدمات التقنية.

وقبل هذا التعيين الرمزي، كانت “دييلا” تعمل كمساعد افتراضي على منصة الخدمات الحكومية الإلكترونية e-Albania، وهي منصة تقدم مئات الخدمات العامة للمواطنين والشركات عبر الإنترنت.

ورغم أن الدستور الألباني لا يعترف قانونيًا بهذا التعيين ـ لأن الوزير يجب أن يكون مواطنًا بلغ 18 عامًا على الأقل ـ إلا أن الخطوة تمثل تجربة رمزية متقدمة نحو دمج الذكاء الاصطناعي في الهياكل الحكومية، وتؤكد أن مستقبل الخدمات العامة يتجه نحو الاعتماد على نماذج التعهيد الذكي التي تقدمها خوارزميات متخصصة.

ويقول الخبير التكنولوجي فولوديمير جيتمانسكي إن التجربة الألبانية تُعد “أول نموذج واضح لإسناد مهام حكومية حساسة إلى نظام ذكي”، مشيرًا إلى أن تطوير دييلا تم بدعم من خبراء حاليين وسابقين في شركة OpenAI، ما يرفع من مستوى الموثوقية والجودة.

وأوضح أن مهام الوزير الذكي تعتمد على تحليل كمي ومعياري للعروض المقدمة في المناقصات الحكومية، مثل مقارنة الأسعار وجودة المواد وفترات التنفيذ، وهي منهجية تقلل الأخطاء وتحد من التحيز البشري.

ويرى جيتمانسكي أن ما يحدث في ألبانيا هو بداية لمرحلة جديدة من تعهيد العمليات الحكومية إلى الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة قد تمهد الطريق أمام إنشاء مراكز تعهيد متخصصة في تطوير وإدارة الأنظمة الحكومية الذكية في دول أخرى، خاصة في الأسواق الناشئة.

ويعتقد خبراء أن نجاح التجربة سيشجع حكومات عديدة على الاستعانة بخدمات التعهيد في مجالات التحليل والرقابة والحوكمة الإلكترونية، ما قد يخلق طلبًا عالميًا متزايدًا على شركات BPO وIT Outsourcing المتخصصة في الذكاء الاصطناعي وإدارة البيانات.

بهذه الخطوة، لا تفتح ألبانيا بابًا جديدًا أمام الذكاء الاصطناعي فحسب، بل أمام عصر جديد من التعهيد الذكي للحكومات، حيث يصبح الذكاء الاصطناعي شريكًا حقيقيًا في صنع القرار والإشراف على الكفاءة والشفافية.

نشرة تعهيد

كن أول من يعرف الاخبار الحصرية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى