شركات التعهيد خط الدفاع الأول لحماية الرعاية الصحية من هجمات الفدية
تشهد أنظمة الرعاية الصحية عالميًا ضغوطًا متزايدة مع تصاعد هجمات برامج الفدية التي تستهدف المستشفيات والعيادات وشركات التأمين الصحي.
هذه الهجمات التي تعتمد على تشفير البيانات وابتزاز المؤسسات بمبالغ مالية ضخمة أصبحت من أخطر التهديدات الرقمية، حيث تسببت في خسائر بمليارات الدولارات، وأثرت على ملايين المرضى.
في هذا السياق، يبرز دور شركات التعهيد في مجال تكنولوجيا المعلومات والأمن السيبراني كعنصر حيوي لحماية القطاع الصحي وضمان استمرارية عمله.
هذه الشركات تقدم حلولاً متكاملة تشمل مراقبة الشبكات على مدار الساعة، وإدارة مراكز البيانات، وتطبيق أنظمة متقدمة للكشف المبكر عن الهجمات الإلكترونية، مما يساهم في تعزيز قدرة المؤسسات الطبية على مواجهة التهديدات.
ووفقًا لتقارير أمنية حديثة بحسب موقع blackfog، بلغت تكلفة متوسط خرق البيانات في الرعاية الصحية نحو 7.42 مليون دولار في 2025، ما يجعل الاستثمار في خدمات التعهيد للأمن السيبراني خيارًا اقتصاديًا أكثر من إنشاء فرق داخلية مكلفة.
فشركات التعهيد تمتلك خبرات متخصصة وأدوات متطورة قادرة على التعامل مع هجمات الفدية المعقدة التي تتطلب سرعة استجابة عالية.
كما تساعد شركات التعهيد المؤسسات الصحية في إدارة النسخ الاحتياطية بشكل دوري وضمان وجود خطط تعافي من الكوارث (Disaster Recovery Plans)، وهو ما يحد من توقف الخدمات الحيوية مثل السجلات الطبية الإلكترونية أو أجهزة التشخيص.
كذلك، تعمل هذه الشركات على تدريب الكوادر الطبية والإدارية على اكتشاف محاولات التصيد الإلكتروني، التي تُعد أحد أبرز أبواب الاختراق.
ويؤكد خبراء الصناعة أن الاعتماد على مزودي خدمات التعهيد يمنح المؤسسات الصحية ميزة تنافسية، ليس فقط في خفض التكاليف، ولكن أيضًا في بناء نظام حماية متين ضد هجمات إلكترونية متزايدة التعقيد.
ومع توسع التحول الرقمي في قطاع الرعاية الصحية واعتماد تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء الطبية، يتوقع أن يتزايد الطلب على حلول التعهيد المتخصصة في الأمن السيبراني لحماية بيانات المرضى وضمان استمرارية الخدمات الطبية.
