بعد استقطاب شركات عالمية وظهور قصص نجاح محلية..هل أصبحت مصر مركزاً لتطوير وتصدير برمجيات السيارات ؟
تراهن الحكومة ممثلة في وزارة الاتصالات وذراعها التنموية هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات “إيتيدا” على توطين صناعة برمجيات السيارات في مصر، خاصة مع الثورة التكنولوجية الحديثة والتى ساهمت في تطورها سريعًا لتنتقل عملية إنتاجها من مرحلة التصميمات الميكانيكية إلى المكونات الإلكترونية، وتصبح مع مرور الوقت البرمجيات هي التي تتحكم في تصميم السيارات وإعادة تعريفها فيما يعرف بالمركبات المعرفة بالبرمجيات software defined vehicle .
يأتي ذلك في ظل ما تمتلكه مصر من مقومات تنافسية إذ تحتل موقع جغرافي فريد يربط دول الشرق بالغرب ، بالإضافة إلى كوادر بشرية مؤهلة على أعل مستوي بفضل الخبرات التراكمية والمبادرات الاستراتيجية التي تنفذها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وهيئاتها التابعة.
تُعدّ البرمجيات عنصراً أساسياً في تصميم السيارات الحديثة، إذ تلعب دوراً هاماً في وظائف السيارات وسلامتها وتحسين تجربة المستخدم ، وتتكون المركبة الواحدة من أكثر من 2000 جزء .
ومن المعروف أن برمجيات السيارات هي مجموعة من التطبيقات التي تتحكم في مختلف جوانب تشغيلها بما في ذلك إدارة المحرك وأنظمة السلامة ومزايا المعلومات والترفيه والاتصال بالأجهزة الخارجية. تم تصميمها خصيصا لتحسين الأداء وتعزيز السلامة وتوفير تجربة استخدام سلسة للسائقين والركاب.
الظاهر:”إيتيدا” حريصة علي تعزيز مكانة مصر في تصدير خدمات التكنولوجيا ذات القيمة المضافة
أكد المهندس أحمد الظاهر، الرئيس التنفيذي لـ”إيتيدا”، على قدرة قطاع تكنولوجيا المعلومات المصري على جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية واستقطاب الشركات الرائدة في مختلف مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مشيرا إلى حرص الهيئة على تعزيز مكانة مصر في مجال تصدير خدمات تكنولوجيا المعلومات ذات القيمة المضافة.
ولفت الظاهر إلى أن استراتيجية وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تحرص على توفير الكوادر المؤهلة لسد الطلب المتنامي على المجالات التكنولوجية عالية التخصص في قطاعات الانظمة المدمجة وتصميم الدوائر المتكاملة، وذلك في إطار المبادرة الرئاسية “مصر تصنع الإلكترونيات”
وفقًا لدراسة حديثة أجرتها شركة جارتنر، حسبما أفاد بها مركز تقييم واعتماد هندسة البرمجيات SECC التابع للهيئة، توفر المؤسسات التي تطبق أتمتة اختبار البرمجيات باستخدام الذكاء الاصطناعي 30% من وقت الاختبار وتحقق زيادة في تغطية الاختبار بنسبة تصل إلى 85% مما يساهم في تحسين عمليات إطلاق المنتج في السوق بنسبة 50%، مما يمنح تلك المؤسسات ميزة تنافسية كبيرة.
وبحسب مؤسسة Data Bridge Market Research للابحاث ، فإنه من المتوقع أن يصل حجم سوق برمجيات السيارات عالميا إلي 86.2 مليون دولار بحلول عام 2029، بمعدل نمو سنوي مركب 17.7%
ويعمل في مصر مجموعة كبرى من الشركات العالمية المتخصصة في في مجال تطوير تكنولوجيا السيارات وحلول وبرمجيات القيادة الذاتية بالتوازي مع ظهور عدد من قصص النجاح للشركات المحلية ومن بينها ” فاليو ” و” كابجيميني ” الفرنستيتين ، بالإضافة إلي فيكيل ليفو الألمانية ، وسايتك سولوشنز المتخصصة في تطوير الأجهزة والبرامج المدمجة لصناعة السيارات، وتقنيات حلول الثورة الصناعية الرابعة للتطبيقات الصناعية.
ومن اللافت للنظر أنه توجد 250 براءة اختراع تم تطويرها من فريق عمل شركة فاليو مصر ومسجلة لدي مكتبي الشركة في ألمانيا وفرنسا ، ويعمل لدي فاليو إيجيبت 3500 موظفا ، بينما تضم سايتك وسولوشنز أكثر من 300 مهندسا ، ويعمل لدي شركة “فيكيل ايفو إيجيبت” نحو 75 مهندسا متخصصا في مجال اختبار برمجيات ووحدات التحكم الإلكتروني بالسيارات ECUs .
كما تتعاون فاليو مع معهد تكنولوجيا المعلومات iti والجامعات المصرية علي إطلاق برامج تعليمية متخصصة في تطوير برامج السيارات ، يعقب ذلك التحاق الخريج مباشرة إلي الشركة بعد انتهاء فترة الدراسة والتدريب .
ومن جانبه ، قال حسام سيف الدين ، مدير كابجيميني مصر ، إن القاهرة مؤهلة لتقديم خدمات هندسية متعلقة بتصميم السيارات ومحركاتها خاصة مع امتلاكها قاعدة قوية من المهندسيين والميكانيكيين بها .
وأوضح سيف الدين أن الموقع الجغرافي لمصر يمنح لها ميزة تنافسية كبيرة، حيث يسمح بتقديم الخدمات لدول أوروبا وأمريكا بسهولة وفعالية ، معتبرا إن الإنجليزية هي لغة عالمية للأعمال وتوجد كوادر مصرية تتقن التحدث بها جيدا.
وألمح إلي أن شركته تولي اهتماما كبيرا بالخدمات التكنولوجيا والتجارية ، لافتًا إلي أن كابجيميني مصر تشهد نموًا هائلاً في عدد موظفيها، ليصل إلي 500 بنهايةالعام الجاري ، بزيادة 250 موظف عن 2023 .