مكاتب التمثيل التجاري المصرية.. أداة مهمة للترويج لمصر كمركز عالمي لصناعة التعهيد
تعد مكاتب التمثيل التجاري المصري من الأدوات التى يمكن الاعتماد عليها في تعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي ودولي للتعهيد من خلال توفير المعلومات اللازمة عن الصناعة، وتنسيق العلاقات مع الجهات الحكومية والشركات الأجنبية.
في التقرير التالي سنتناول آراء متخصصي وخبراء الصناعة لاستعراض كيفية تحقيق الاستفادة القصوى من هذه المكاتب.
حمزة: يجب أن تكون نشطة في دول أمريكا وكندا والاتحاد الأوروبي والأسواق الناشئة
قال الدكتور كريم حمزة ، خبير صناعة خدمات التعهيد ، إن مكاتب التمثيل التجاري المصري بالخارج تعد وسيلة استراتيجية هامة لدعم الشركات المحلية في التوسع خارجياً وفتح أسواق جديدة لها ، خاصةً مقدمي خدمات التعهيد إذ تلعب دوراً محورياً في توفير المعلومات الاقتصادية والتجارية، وإقامة علاقات مع الجهات الحكومية والشركات الأجنبية، وتقديم الاستشارات للشركات المصرية حول خصوصيات الأسواق المحلية التي يستهدفون دخولها.
وأوضح حمزة أن التوسع في نشاط مكاتب التمثيل التجاري في الأسواق ذات الأهمية الاقتصادية المتزايدة يمثل عاملاً محورياً لتوسيع نطاق عمل الشركات المصرية، خاصةً في الدول التي تشهد نمواً في طلب خدمات التعهيد لذلك فإنه يجب أن تكون هذه الكيانات نشطة في دول مثل أمريكا و كندا والاتحاد الأوروبي، وأيضاً في أسواق ناشئة مثل دول الخليج والهند وأفريقيا، حيث يتزايد الطلب على خدمات التعهيد بفضل التحولات الرقمية المتسارعة والاتجاه نحو الاستعانة بمصادر خارجية لتقليل التكاليف وزيادة الكفاءة.
وألمح إلى أنه يمكن الاستفادة من مكاتب التمثيل في تعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي ودولي للتعهيد، وذلك من خلال تقديم خدمات معلوماتية وتنسيقية للشركات المصرية تمكنها من الوصول إلى العملاء المحتملين في الأسواق الخارجية عبر تحليل الأسواق وتحديد الفرص من خلال إجراء دراسات سوقية وتحليلات حول الطلب على خدمات التعهيد في الأسواق المستهدفة، مع تحديد القطاعات التي تحتاج إلى خدمات الدعم الخارجي (Outsourcing) .
وأضاف أن مكاتب التمثيل التجاري للشركات المصرية تتيح أيضًا فرصة للتواصل المباشر مع الشركات الأجنبية والجهات الحكومية، والتي قد تكون بحاجة إلى خدمات التعهيد، كما يعد بناء العلاقات القوية مع هذه الكيانات من أهم جوانب تحقيق النجاح في توسيع أعمال التعهيد، حيث تسهم المكاتب التجارية في تعزيز المصداقية وزيادة الثقة لدى الشركات الأجنبية تجاه الشركات المصرية.
وتابع قائلاً: يمكن لهذه المكاتب كذلك التنسيق للمشاركة في المؤتمرات والمعارض الدولية، مثل مؤتمرات التكنولوجيا والتعهيد الكبرى، حيث يمكن للشركات المصرية عرض خدماتها ومنتجاتها والتعرف على أحدث التوجهات والابتكارات في هذا القطاع خاصة وأن هذه الفعاليات تتيح لها بناء شبكة علاقات دولية قوية والتعرف على احتياجات السوق، وبالتالي تطوير عروضها بشكل يناسب احتياجات العملاء الدوليين.
واستطرد: يجب أن تساهم مكاتب التمثيل التجاري في تعزيز الوعي بالمزايا التنافسية لمصر في صناعة خدمات التعهيد سواء الموارد البشرية أو التنوع اللغوي وموقعها الجغرافي لدي الجهات الخارجية ، وتسهيل فهمهم للفرص الاستثمارية التي يمكن أن تتيحها الشراكات مع الشركات المصرية في هذا المجال.
ورأى أن المكاتب التجارية تعمل كسفارات اقتصادية، تقدم دعماً مؤسسياً قوياً للشركات المصرية، ما يزيد من قدرتها على دخول الأسواق بنجاح وتجنب التحديات التي قد تواجهها إذ تضمن تواجد مصر كدولة مصدرة لخدمات التعهيد في الأسواق الجديدة، وتعزيز فرص التواصل مع العملاء
وطالب بأهمية التوسع في إنشاء مكاتب التمثيل التجاري في الدول التي تشهد طلباً متزايداً على خدمات التعهيد، مع التركيز على الأسواق المتقدمة في التكنولوجيا والأسواق النامية التي تتزايد فيها فرص التعهيد ، بالإضافة إلي زيادة ميزانية المشاركات الدولية للشركات المصرية في المؤتمرات والمعارض التخصصية في مجال التعهيد والتكنولوجيا، مع العمل على توفير دعم حكومي لتشجيع الشركات على المشاركة بفعالية.
بالإضافة إلي إقامة برامج تدريبية لموظفي مكاتب التمثيل التجاري حول خصوصيات قطاع التعهيد، بحيث يتمكنون من تقديم استشارات دقيقة للشركات المصرية وتحقيق تأثير أكبر في الأسواق الدولية.
دانش: تمتلك شبكة واسعة من الموزعين والوكلاء والمستورديين المحليين
وأكد الدكتور عادل دانش ، الأب الروحي لصناعة التعهيد في مصر ، أن التعاون مع مكاتب التمثيل التجاري خارج مصر يعتبر طريقة فعالة لشركات خدمات الأوت سورسينج لاستكشاف وفتح أسواق جديدة بطريقة أكثر كفاءة وسرعة ، من خلال فهم احتياجات السوق المحلية والأعراف التجارية والتنظيمات المحلية ، كما تساعد أيضا علي إجراء دراسات سوقية وتقديم معلومات مفصلة عن الفرص والتحديات في الأسواق المستهدفة وتعريف الشركات بالمتطلبات القانونية للعمل في هذه الأسواق.
وأشار دانش إلي أن مكاتب التمثيل التجاري لديها شبكة واسعة من الجهات المعنية كالموزعين والوكلاء والمستوردين المحليين وبالتالي فإنه يمكن لشركات التعهيد الاستفادة من هذه الشبكات لإيجاد شركاء محليين موثوقين، مبينا أنها تقدم أيضا منصات للتواصل مع العملاء المحتملين وتنظيم لقاءات تجارية.
رفعت: الاعتماد على مكاتب التمثيل التجاري يجب أن يسبقه استراتيجية كبرى
من جانبه قال كريم رفعت، أحد خبراء صناعة التعهيد في مصر، إن الاعتماد على مكاتب التمثيل التجاري يجب أن يسبقه استراتيجية كبرى تتضمن تحديد الأسواق المستهدفة، وبناء على هذه الاستراتيجية يتم عقد لقاءات مكثفة من جانب الحكومة مع هذه المكاتب لعرض أهمية صناعة التعهيد والفرص التى توفرها مصر للمستثمرين، ومن ثم تحديد الشركات والقطاعات الجاذبة في البلدان التى يقع عليها الاختيار .
تابع : “من المهم أيضاً تدشين منصة تعبر عن الصناعة تتيح للمستثمرين الوصول إليها لمعرفة كل مايبحثون عنه”.