“الحوافز الضريبية” و”التمويلات”.. مفاتيح دعم توظيف الخريجين الجدد في قطاع التعهيد

في ظل النمو المتسارع لصناعة التعهيد في مصر، يبرز تحدٍ جوهري أمام جذب الشركات وتوظيف الكفاءات المحلية وهو : “جاهزية الخريجين”.
يرى خبراء القطاع أن الحل يكمن في إعادة هيكلة المناهج التعليمية وتكثيف التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص، لضمان تخريج شباب مؤهلين لغويًا وتقنيًا لسوق عالمي شديد التنافسية ، بالاضافة لضرورة منح إعفاءات ضريبية أو تمويل لتشجيع الشركات التي توظف خريجين جدد .
محفوظ: تطوير التعليم والتعاون بين الاتصالات والتعليم العالي ضرورة لتأهيل الخريجين لسوق التعهيد
أكد المهندس عمرو محفوظ، الرئيس التنفيذي لشركة الدلتا للأنظمة الإلكترونية والرئيس السابق لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات “إيتيدا”، أن قدرة الشركات على استقطاب شباب الخريجين للعمل في صناعة التعهيد تعتمد بشكل كبير على جودة التعليم، وهو ما يتطلب تحسينًا وتطويرًا مستمرين.
وأوضح محفوظ أن خريجي الجامعات يجب أن يكونوا مؤهلين بشكل احترافي لسوق العمل، خاصة في المجالات التي تتطلب مهارات تواصل قوية مثل الكول سنتر.
وأشار إلى أن هناك ضرورة للتنسيق والتعاون بين وزارتي الاتصالات والتعليم العالي، من أجل تحسين مستوى اللغة لدى الطلاب، وربط المناهج الدراسية باحتياجات سوق العمل، لضمان جاهزية الخريج للوظائف المستقبلية.
وأضاف أن مصر تخرج سنويًا حوالي 600 ألف خريج من الجامعات والمعاهد العليا، من بينهم نحو 230 ألف خريج من الكليات العملية، وهذا العدد الكبير يمثل طاقة بشرية هائلة تحتاج إلى تأهيل مبكر داخل المؤسسات التعليمية من خلال مناهج تتماشى مع متطلبات السوق، لتوفير الوقت والجهد والموارد بدلًا من تأهيلهم بعد التخرج.
وفي سياق متصل، شدّد محفوظ على أهمية توسيع نطاق التوظيف والبحث عن الكفاءات في مختلف المحافظات، مثل المنصورة، طنطا، أسيوط، قنا، وأسوان، بدلاً من التركيز على مناطق بعينها.
واختتم حديثه بالتأكيد على ضرورة أن تسعى الشركات إلى رفع القيمة المضافة لما تقدمه من خلال تصدير منتجات وخدمات متكاملة، وليس مجرد تصدير الأفراد، بما يعزز من مكانة مصر في سوق تكنولوجيا المعلومات وخدمات التعهيد عالميًا.

عمران: منح إعفاءات ضريبية أو تمويلات للشركات التي توظف خريجين جدد
شدد ياسر عمران ، الرئيس التنفيذي لشركة ألوريكا مصر ، على أهمية تطوير المناهج التعليمية لتلبية احتياجات سوق خدمات التعهيد في مصر ، فضلاً عن عقد شراكات بين الجامعات وشركات القطاع لتدريب الطلاب عبر برامج مكثفة (Bootcamps) في اللغات والمهارات التقنية.
وقال عمران إنه يجب أن توفر الشركات ايضًا حوافز اقتصادية لاستقطاب خريجي الجامعات تتمثل في تقديم رواتب تنافسية ومزايا إضافية ، فضلاً عن إتاحة فرص عمل عن بعد أو بنظام هجين.
واقترح أن يتم منح إعفاءات ضريبية أو تمويل لشركات خدمات التعهيد التي توظف خريجين جدد ، بالإضافة إلى مشاركة نماذج ناجحة من خريجين حققوا نجاحًا في هذا المجال.

وألمح إلى أن فرص العمل المتاحة للخريجين في صناعة خدمات التعهيد تتمثل في خدمة العملاء، الدعم الفني، تحليل البيانات، البرمجة، الترجمة ، والمهارات المطلوبة للخريجين مثل اللغة الإنجليزية والمهارات التقنية والتواصل الفعال .
ورأى أن التحديات التي تواجه الخريجين تتمثل في نقص المهارات اللازمة لسوق العمل ، بالإضافة إلي المنافسة مع العمالة في دول أخرى ، والتحديات الثقافة واللغوية في التعامل مع العملاء الأجانب.
واستشهد بعدد من شركات التعهيد التي نجحت في جذب وتدريب خريجي الجامعات مثل “سيبرتك”، “إكسيد”، “Teleperformance”).