صناعة التعهيد في مصر بين سياسة طرق الأبواب وتوافر عوامل أخرى محفزة
تسعى باستمرار كافة جهات الدولة المعنية بتشجيع الاستثمار ودعم الصناعة للترويج لخدمات التعهيد دوليًا باعتبارها أحد المصادر الدولارية المهمة، ما جعلنا نسأل الخبراء عن الطريق الأمثل للقيام بذلك .
دانش: ضرورة عقد شراكات مع الشركات العالمية لتبادل الخبرات
أكد الدكتور عادل دانش، رئيس مجلس الإدارة السابق لشركة أكسيد ، الأب الروحي لصناعة التعهيد في مصر ، أنه يجب على مصر اتباع مجموعة استراتيجيات للترويج لخدمات التعهيد دوليًا تتمثل في المشاركة في المؤتمرات والمعارض الدولية، الأمر الذي يساعد في بناء علاقات مع الشركات العالمية والتعريف بمزايا الاستثمار في مصر.
وتطرق دانش إلى أهمية التعاون مع وكالات الترويج والاستثمار الدولية لتسليط الضوء على مصر كوجهة مفضلة لخدمات التعهيد.
خاصة وأن هذه الكيانات يمكن لها تقديم الدعم في تنظيم حملات ترويجية وإقامة شراكات استراتيجية ، بالإضافة إلى إطلاق حملات تسويق رقمي عن طريق استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية في نشر محتوى ترويجي يستهدف الشركات العالمية من خلال مقاطع مقاطع فيديو، مقالات، ودراسات حالة توضح قصص نجاح الشركات التي استثمرت في مصر.
ورأى أنه ينبغي كذلك تشجيع الشركات المحلية على عقد شراكات مع نظيراتها العالمية الكبرى في مجال التعهيد لتبادل الخبرات والتكنولوجيا، وتعزيز مكانة مصر كمركز عالمي للصناعة .
واستشهد بمجموعة من المؤتمرات الدولية الأكثر رواجًا بالصناعة ويمكن لمصر الاستفادة منها وأبرزها Gartner IT Symposium/Xpo والذي يجمع قادة تكنولوجيا المعلومات لمناقشة أحدث الاتجاهات والتحديات في الصناعة ، إلى جانب قمة Outsourcing World Summitوالتي تنظمها الرابطة الدولية لمحترفي التعهيد (IAOP)، وتعد من أبرز المؤتمرات التي تركز على استراتيجيات التعهيد وأفضل الممارسات المتبعة.
و Shared Services & Outsourcing Week (SSOW) والذي يُعقد في مواقع مختلفة ويجمع بين قادة الصناعة لمناقشة الابتكارات في خدمات التعهيد والمشاركة في ورش العمل التفاعلية.
إلى جانب Customer Contact Week (CCW) يركز هذا المؤتمر على تحسين تجربة العملاء من خلال مراكز الاتصال وخدمات التعهيد، ويجمع بين خبراء الصناعة لمشاركة الأفكار والابتكارات ، معتبرا أن حضور هذه المحافل الدولية يمكن أن يوفر فرصًا قيمة للتواصل مع الشركات العالمية والتعرف على أحدث الاتجاهات والتقنيات في مجال التعهيد.
محفوظ: طرق الأبواب لا يجب أن يكون الوسيلة الوحيدة
من جانبه قال المهندس عمرو محفوظ، الرئيس التنفيذي لشركة الدلتا للأنظمة الالكترونية، والرئيس السابق لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات “إيتيدا” إن طرق الأبواب لجذب شركات التعهيد العالمية وحثها على التواجد بمصر والترويج لمصر كجهة مفضلة في الصناعة لا يجب أن تكون هي الوسيلة الوحيدة فقط.
بل يجب أن تكون جزءاً من خطة كبيرة بحيث يكون السفر للأسواق المستهدفة جزء تكميلي لخطة استهداف أكبر والرد على كل التساؤولات والاستفسارات المتعلقة بالسوق المحلي فهذه الأمور مهمة وستسهل من جذب الشركات العالمية وتوضيح الصورة الكاملة لها.
أضاف محفوظ أن الاهتمام بالقيمة المضافة وتصدير منتجات تكنولوجية والتحالف مع كيانات أجنبية في ذلك الأمر سيشجع الشركات العالمية على التواجد محليًا وبيع حزم برمجياتها من الأراضي المصرية.
حمزة: يجب استهداف شركات التكنولوجيا الناشئة في أوروبا وأمريكا..وتقديم حوافز ضريبية وجمركية للكيانات العالمية
قال الدكتور كريم حمزة ، خبير في صناعة خدمات التعهيد بمصر ، إنه يجب علي الحكومة والشركات المحلية تبني نهج استباقي في التواصل مع الشركات العالمية لمواكبة الطلب المتزايد علي خدمات الأوت سورسينج عبر طرق متنوعة منها تنظيم مؤتمرات ومعارض دولية في القاهرة والمدن الكبري للترويج لإمكانيات مصر في قطاع التعهيد ، بالإضافة إلى ضرورة التحالف وعقد شراكات مع منظمات تعهيد تكنولوجيا المعلومات العالمية بما يتيح لمصر التعرف علي احتياجات الكيانات العالمية ويعزز فرص الاستثمار.
وشدد حمزة علي أهمية استهداف الشركات الناشئة في قطاع التكنولوجيا في دول مثل أمريكا وأوروبا والتي تبحث عن خفض تكاليفها وزيادة كفاءتها من خلال خدمات التعهيد ، معتبرا أن مصر تمتلك جميع المقومات اللازمة لتصبح رائدة عالميًا في مجال تعهيد تكنولوجيا المعلومات إلا أنه لتحقيق ذلك فإنه يجب مواصلة تحسين البنية التحتية الرقمية، وتوفير حوافز استثمارية جذابة، وتطوير رأس المال البشري بما يلبي احتياجات الشركات العالمية.
ورأى حمزة أن صناعة خدمات تعهيد تكنولوجيا المعلومات في مصر تواجه عدة تحديات يجب معالجتها لضمان استدامة النجاح تتمثل في قضايا أمان المعلومات وحماية الخصوصية والتي تعتبر من أهم المخاوف للشركات العالمية لذلك يجب تعزيز البنية التحتية السيبرانية، ووضع تشريعات قوية لحماية البيانات ، فضلا عن ضرورة الحد من البيروقراطية وتعدد الإجراءات الإدارية كونها عائقا أمام الشركات الأجنبية ومن ثم ينبغي تحسين بيئة الأعمال من خلال إصلاحات حكومية تعزز فرص جذب استثماراتها لمصر .
وأكد أن مصر تواجه منافسة قوية من عدة دول بالصناعة وللحفاظ علي قمة قائمة الوجهات الجاذبة للاستثمارات بها يجب التركيز على تطوير مهارات الكوادر المحلية والاستثمار في التكنولوجيا الحديثة.
وتابع قائلا : لجذب الشركات الأجنبية للاستثمار في هذا القطاع، يمكن للحكومة والشركات المصرية تبني عدة استراتيجيات فعالة، من بينها تحسين البنية التحتية التكنولوجية والتي تمثل أمرًا ضروريًا لتمكين الشركات من تقديم خدمات ذات جودة عالية ، فضلا عن أهمية تحسين شبكة الإنترنت وتعزيز أمان البيانات بما يسهم في طمأنة الشركات العالمية ويجعل من مصر بيئة جاذبة للاستثمار.
وطالب الحكومة أيضا بأهمية تقديم حوافز ضريبية وجمركية للشركات الأجنبية التي تختار مصر كوجهة للتعهيد علي أن تشمل هذه التيسيرات تخفيضات ضريبية على الأرباح، وإعفاءات من الجمارك على المعدات التكنولوجية المستوردة، مما يسهم في خفض التكلفة وزيادة جذب الاستثمارات.
وألمح إلي أن القوي العاملة المدربة تعد من أهم عناصر استقطاب الشركات العالمية لذلك يجب علي مصر التركيز على تعزيز المهارات التقنية من خلال برامج تعليمية متخصصة، وزيادة الاستثمارات في التعليم المهني وتدريب الشباب على المهارات التكنولوجية الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والتحليلات الكبيرة (Big Data).
ودعى للتواصل مع الشركات العالمية وتأسيس شراكات استراتيجية مع الجهات الفاعلة في صناعة التعهيد، مثل “جمعية صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات” و”هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات” من أجل تسويق مصر كوجهة تنافسية عالمية.