التقت نشرة “تعهيد” مسؤولي شركة “تيلي كوميونيكيت” لخدمات التعهيد تحدثنا مع صادق مجدي مدير عام الشركة ، وشيماء فؤاد مدير قطاع تطوير الأعمال عن استراتيجية وخطط الشركة في مصر، وكذلك رؤيتها وتوسعاتها الخارجية.
وإلى نص الحوار :
تعهيد: ما هي طبيعة عمل تيلي كوميونيكيت ونشاطها في السوق المحلية ؟
مجدي صادق: تعد “تيلي كوميونيكيت” جزءًا من مجموعة “AMD” العالمية والمكونة من 3 شركات، الأولى هي “تواصل” والمتخصصة في خدمات التجزئة وتعد شريك لواحدة من أكبر شركات الاتصالات في مصر، بالإضافة إلى “أيادي” والمختصة بخدمات السوفت وير، والثالثة “تلي كوميونيكيت” وهي متخصصة في تقديم خدمات التعهيد.
تأسست “تيلي كوميونيكيت” في عام 2020، وكان لدينا وقتها مقر يتسع لـ 100 مقعد وقدمنا خدماتنا من منطقة المعادي للشركات المحلية في قطاعات متنوعة أبرزها الشركات المختصة في خدمات الطعام والسيارات .
وبعد مرور عام من التأسيس توسعت “تيلي كوميونيكيت” وأصبح لديها مايقرب من 450 مقعد، وبدأت محفظة عملائنا تنمو وتتنوع بصورة كبيرة.
وتمتلك الشركة حاليًا 3 مقرات في مصر الأول بمنطقة اللاسلكي بالمعادي ونستهدف من خلاله التوسع في عدد المقاعد لتتراوح بين 250 و350 مقعداً جديداً، فمنطقة المعادي تتميز ببنية تحتية قوية تخدم هذه الصناعة، بالإضافة إلى مقر في ميدان الحرية والمقر الرئيسي الإداري في دجلة فيو .
تعهيد: كم يبلغ عدد عملاء تيلي كوميونيكيت في مصر ؟
مجدي صادق: يتجاوز عدد عملاء الشركة حاليًا 70 عميلاً ، متنوعة بين كيانات محلية وعالمية، ويستحوذ العملاء المحليون على الحصة الأكبر من عدد عملاء الشركة ، في حين تقدم Telecommunicate خدماتها لعملاء في السوقين السعودية والإماراتي عبر 25 مقعد ونسعى للوصول لـ 80 مقعد بنهاية العام الجاري ومطلع 2025، بالإضافة إلى تقديم خدمات لبعض الشركات الأمريكية .
تعهيد: ما هي استراتيجية الشركة خلال 2024 ؟
مجدي صادق: تضع “تيلي كوميونيكيت” أسواق منطقة الخليج على رادار خطط توسعاتها الخارجية على المدى القريب، فهو سوق واعد للغاية وجاذب للشركات المصرية العاملة في هذه الصناعة التى تتمتع بكفاءة الخريجين وعددهم الكبير والذي يتجاوز 600 ألف خريج سنويًا، علاوة على تعدد اللغات والمهارات، وهو أمر مطلوب للغاية في السوق الخليجي .
أما على مستوى خططتنا خلال الـ 5 أعوام المقبلة فسنركز على السوق الأوروبي كبريطانيا التى نطمح أن يكون لدينا مقر بها في الربع الثاني من 2025، في حين نسعى أيضًا لاختراق السوق الفرنسي والسوق الأمريكي والكندي.
تعهيد :ماهي طبيعة الخدمات التى تسعى الشركة لتقديمها في السوق الأوروبية ؟
مجدي صادق: تستهدف الشركة التركيز علي تقديم خدمات التعهيد لشركات التجارة الالكترونية وخدمات التكنولوجيا المالية ، خاصة في الوقت الذي تشهد فيه القارة الأوروبية منافسة كبيرة واحتياج مستمر لخدمات الأوت سورسينج.
تابع: “ستوفر الشركة أيضًا لأوروبا خدمات الدعم الفني والتقني ، فلدينا كودار مؤهلة من مصر تستطيع تقدم خدمات متخصصة وعلى أعلى مستوى في هذه المجالات ، بالإضافة إلى تقديم خدمات لقطاعات أخرى كتوفير خدمات لشركات الطعام وكذلك النقل”.
وتسعى “تيلي كوميونيكيت” في بداية نشاطها بأوروبا للتركيز الشركات الأوروبية المتوسطة والصغيرة في هذه الصناعات السالفة الذكر.
تعهيد : ماذا عن خطط توسعات الشركة في المحافظات؟
مجدي صادق : تخطط “تيلي كوميونيكيت” بالفعل للتواجد بالمحافظات لأسباب متعددة أبرزها أن الأقاليم لديها كل وسائل وفرص النجاح من بنية تحتية تخدم هذه الصناعة، علاوة على كفاءة الخريجين وعددهم.
فخريج المحافظات لا يجد فرص العمل الكثيفة والمتنوعة في هذه الصناعة أسوة بما يحدث في القاهرة ، وبالتالي فتواجد أي شركة هناك سيحقق لها النجاح بالطبع.
كما تعد محافظة الغربية وتحديداً مدينة طنطا ضمن المحافظات التى نسعى للتواجد بها ، فهي في وسط الدلتا وبها عدد كبير من الخريجين.
تعهيد : ماهي التحديات التى تواجه صناعة التعهيد في مصر من وجهة نظرك ؟
مجدي صادق: لابد من تكثيف التوعيه بأهمية صناعة التعهيد وضرورة توفير المزيد من الدعم لنمو الصناعة وانتشارها ، بالاضافة إلى ضرورة تحسين الصورة الذهنية للصناعة ككل وأنها ليست مقتصرة فقط على السماعة وأن الموظف لا يستمر في العمل بها كما يشاع ، فالموظف يمكن ان يتدرج بها للوصول لأعلى الدرجات الوظيفية.
لابد أيضًا من تغيير المناهج التعليمية والتركيز بصورة أكبر على تطوير اللغات والاستثمار بها للوصول لخريجين قادرين على الالتحاق سريعاً بسوق العمل.
كذلك نحن في حاجة لوضع أطر تنظيمية لخدمة الصناعة بشكل أكبر وتطويرها لتتماشى مع احتياجات العصر.
من المهم أيضًا ضخ المزيد من الاستثمارات في البنية التحتية لتطويرها فهي من الأمور التى تعتمد عليها الصناعة.
تعهيد : هل تواجه شركات خدمات التعهيد مشكلة فى الإفراج الجمركي عن المعدات ؟
مجدي صادق : بالطبع خاصة وأنه يتم تصنيف معدات الكول سنتر على أنها سلع ترفيهية إذ يتم على سبيل المثال تحصيل رسوم جمركية كبيرة على استيراد السماعات إلا أنه يجب التعامل معها كمدخلات إنتاج أساسية لهذه الصناعة الواعدة .
تعهيد : هل شهدت أسعار معدات صناعة خدمات الكول سنتر أي زيادات خلال المرحلة الماضية ؟
مجدي صادق: بالطبع وذلك تزامنًا مع التغير المستمر في سعر صرف الدولار مقابل الجنيه، في ظل صعوبة تدبير العملة الأجنبية .
تعهيد : ما هي الرسالة التى ترغبون في توجيهها لاستقطاب خريجي الجامعات ؟
شيماء فؤاد : لدي خبرة تصل إلى 15 عامًا في صناعة خدمات التعهيد من خلال العمل مع شركات محلية وعالمية الأمر الذي اتاح لي فرصة جيدة للتعامل مع الكوادر البشرية، وأتولي منصب مدير قطاع تطوير الأعمال والموارد البشرية في تيلي كوميونيكيت بهدف التركيز على رفع قدرات العنصر البشري وتأهيله إلى سوق العمل خاصة وأن بعض خريجي الجامعات فى مصر قد يفتقدون مهارات سوق العمل.
وكنت أعمل دائمًا في كل شركة انضم إليها على تطبيق نموذج يستهدف تحسين قدرات الشباب مهنيًا ونفسيًا من خلال ورش عمل ودورات تدريبية تستمر لمدة ثلاث أيام أو أكثر خاصة وأن من أصعب الأمور التى تجعلهم عرضة للرفض خلال مقابلات العمل هو عدم إدراكهم لطبيعة المهام الوظيفية داخل الشركة التي يرغبون فى الانضمام لها.
من ناحية أخرى، تعد مصر من الدول الجاذبة لاستثمارات صناعة خدمات تعهيد العمليات التجارية bpo وتولي القيادة السياسية اهتمامًا ملحوظًا بها إذ تستهدف الحكومة ممثلة فى وزارة الاتصالات الوصول بحجم صادرات صناعة التعهيد إلى 9 مليارات دولار في عام 2026 .
واتجه عدد من كبرى الشركات العالمية في قطاعات اقتصادية متنوعة منها التأمين والرعاية الصحية وغيرها بافتتاح مراكز اتصالات وتطوير برمجيات لها فى مصر خلال المرحلة الماضية على خلفية توافر عمالة مدربة بها بأسعار تنافسية للغاية مقارنة بالبلدان المجاورة ، وتعدد وتنوع اللغات.
في السياق ذاته ، يمتلك المطور المصري كفاءة ومهارة في صناعة تطوير البرمجيات وبتكلفة أرخص عن أسواق أوروبا وأمريكا فعلي سبيل المثال قد يتقاضي مطور في مركز كول سنتر راتب يصل ألف يورو شهريًا وهي أرقام غير معتاد في السوق المحلية .
ويوجد العديد من الكفاءات المصرية حاليًا تتقن التحدث باللهجات الخليجية في مراكز الكول سنتر مثل السعودية والإماراتية بعكس الهند والتى تفتقر إلي تنوع اللهجات .
تعهيد : ما هي أبرز الصعوبات التى تواجه بيئة عمل شركات التعهيد فى مصر ؟
شيماء فؤاد : صعوبة اختيار الكفاءات ، وتدرس الشركة حاليًا إطلاق دورات تدريبية بالمجان لتأهيل الشباب وتعليمهم إحدى اللغات المطلوبة في الصناعة خلال فترة تتراوح مدتها بين ثلاث إلى 7 أيام في إطار التزامها بتنمية وتطوير بيئة العمل وتوطين الصناعة.
كما توفر الشركة رواتب جيدة للموظفين وتعمل باستمرار علي تنظيم معارض توظيف كبيرة داخل الجامعات.
تعهيد : هل تؤثر صناعة الكول سنتر على صحة الموظفين ؟
شيماء فؤاد : الكول سنتر ليست من الصناعات المزعجة كما يردد البعض إلا أن بعض الشركات ساهمت خلال المرحلة الماضية في عزوف الشباب عنها بسبب ضغط العمل الذي تمارسه على موظيفها.
وأود التأكيد على أن “تيلي كوميكينت” لا تفرط في الكوادر البشرية ممن يعانون من أمراض مزمنة أو اي أمور ولكن يتم نقلهم إلى مواقع وظيفية أخرى داخل الشركة.
وأخيراً ، تعتزم الشركة زيادة استثماراتها في السوق المصرية خلال المرحلة المقبلة .