الأمر لم يتوقف بنا عند الرصد بأعيننا ما يدور داخل المنطقة التكنولوجية ببرج العرب، بل انتقلنا الى مكتب العميد شريف عبدالله، مدير تشغيل المناطق التكنولوجية، لمناقشته في الدور الذي تلعبه المناطق التكنولوجية لتحقيق رؤية مصر لزيادة صادرات خدمات التعهيد، وما توفره المنطقة التكنولوجية ببرج العرب للعاملين بها من شركات وشباب.
كيف ترى نمو صناعة التعهيد في مصر؟
صناعة التعهيد تنمو بشكل قوي في مصر خلال الفترة الأخيرة، وأن الدولة تستهدف زيادة صادرات قطاع التعهيد، مما يعكس أهمية هذه الصناعة.
كذلك في الماضي كانت صناعة التعهيد محدودة، وعدد الشركات العاملة بهذه الصناعة محدود، وكان كثير من الشباب يتعامل معها على أنها وظيفة مؤقتة لفترة زمنية محددة سواء خلال الدراسة الجامعية أو بعد الجامعة.
الآن الوضع تغير مع وجود العديد من الشركات وعدم حصر خدمات التعهيد في الكول سنتر فقط، وظهور الخدمات ذات القيمة المضافة.
كذلك فإن وجود العديد من الشركات الكبرى بهذا المجال في مصر ساهم في خلق طموح للشباب العاملين بها للتدرج في المناصب، ولعل من أبرز الأدلة على ذلك هو أن قيادات أغلب كبرى شركات التعهيد في مصر والعالم بدأوا حياتهم العملية كموظف “كول سنتر”.
كيف ساهمت المناطق التكنولوجية في تحقيق التنمية لشركات التعهيد؟
تحرص شركة واحات السيليكون من خلال المناطق التكنولوجية المنتشرة في عدد من محافظات مصر، توفير بيئة العمل المناسبة بقطاع تكنولوجيا المعلومات، كذلك تسهم في تحقيق التنمية في المناطق المجاورة لها بالمدن الجديدة.
ولذلك ستجد المناطق التكنولوجية موجودة في المدن الجديدة مثل “أسيوط الجديدة – بني سويف الجديدة – برج العرب الجديدة – السادات”.
وساهمت هذه المناطق في تحقيق التنمية في المناطق المجاورة لها، وهو ما يظهر جليًا إذا ما تم مقارنة الوضع الحالي للمناطق المجاورة للمناطق التكنولوجية بما كانت عليه في السابق.
على سبيل المثال، المنطقة التكنولوجية في برج العرب، كان حولها شبه فراغ عام 2017، الآن الوضع اختلف تمامًا .
كذلك في الماضي، كانت صناعة التعهيد تتركز في القاهرة وأحياناً الأسكندرية، أما في المحافظات الأخرى فيكاد الشباب لا يعلمون عنها شيء، ولكن مع نشر المناطق التكنولوجية تم إدماج الكوادر البشرية بالمحافظات المختلفة بهذه الصناعة وتوفرت لديهم فرص عمل جديدة لم تكن متاحة من قبل، الأمر الذي يسهم أيضاً، في تقليل الهجرة الداخلية.
ما المميزات التي تجعل من مصر وجهة لمقدمي خدمات التعهيد؟
هناك الكثير من المميزات التي تتوافر في مصر لدعم البيئة الاستثمارية بصناعة التعهيد، لعل أهمها نشر المناطق التكنولوجية والتي توفر بيئة عمل مناسبة لشركات التعهيد.
كذلك توافر الكوادر البشرية التي تجيد أكثر من لغة أجنبية، وهو ما لا يتوافر في الأسواق الأخرى، ففي مصر نجد شباب يتحدث الإنجليزية والفرنسية والألمانية والأسبانية والإيطالية وكذلك بعض اللغات النادرة، الأمر الذي يسهل على الشركات إقامة مراكز متعددة اللغات تخدم عملائهم بعدد من الأسواق في الوقت ذاته.
مما يميز السوق المصري أيضاً بهذه الصناعة، أن الكوادر البشرية تجيد التحدث باللغات الأجنبية بنفس لكنة أهل اللغة.
من مميزات أيضاً السوق المصري، أن الأسعار الخاصة بالرواتب تنافسية وهي التكلفة الأكبر بصناعة التعهيد.
ما المزايا التي توفرها المناطق التكنولوجية للشركات الموجودة بها؟
البنية التحتية في المناطق التكنولوجية مميزة، فلا توجد فرصة لإنقطاع الكهرباء، حيث يتم مد المناطق بمصدرين مختلفين للتيار الكهربائي، وموزع رئيسي في كل منطقة بحيث يتم نقل مصدر الكهرباء من مصدر لآخر في حال انقطاع الخدمة في أحدى المصدرين.
كذلك يتم تجهيز كل مبنى داخل المناطق التكنولوجية بمولد كهربائي بخزان للسولار خاص به يمكنه أنه يقوم بالتشغيل الكامل للمبنى.
كذلك يتم تجهيز المناطق التكنولوجية بخدمات إنترنت فائقة السرعة استناداً إلى كابلات فايبر، كما يوجد سنترال للمصرية للاتصالات وغرفة لنقل البيانات بكل منطقة، ما يضمن استقرار خدمات الإنترنت، مع توفير خطوط إنترنت بديلة بحيث نضمن عدم انقطاع نهائي للإنترنت.
على جانب آخر توفر واحات السيليكون في المناطق التكنولوجية بيئة عمل صحية لموظفي الشركات، سواء من مساحات خضراء متنوعة، وكافيتريات متنوعة في الأماكن المفتوحة.
بالإضافة الى أن شركة واحات السيليكون تعمل على توفير ألعاب متنوعة في المناطق وتجهيز ملاعب كرة خماسي في أسيوط والسادات.
ومن المميزات التي نقدمها لشركات التعهيد بالمناطق التكنولوجية، هو مساعدتها في توفير الكوادر البشرية، عن طريق مخاطبة الجامعات المتخصصة القريبة من المنطقة التكنولوجية وبالتنسيق مع الشركة، وإطلاق يوم توظيفي ما يسهم في توفير الكوادر البشرية من أهل المحافظة بشكل أسرع وأسهل للشركات المقدمة للخدمة.