هل استثمار شركات التعهيد المصرية في برامج”الشات بوت”ضرورة أم رفاهية؟

أجمع عدد من العاملين في صناعة خدمات التعهيد علي أن الاستثمار في تطبيقات الدردشة الذكية ” الشات بوت ” أصبح ضرورة لرفع الكفاءة التشغيلية وخفض التكاليف ، فضلا عن مواكبة المنافسة مع الشركات العالمية من الناحية التكنولوجية والسعرية .
وقالوا إن شركات مصرية بدأت تتحرك علي استحياء لاستكشاف التطور الجديد في توظيف تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في تطوير عملياتها من خلال إجراء دراسة مبدئية لتحديد المسارات الأفضل للتطبيق بما يعزز من قاعدة عملائها ويرفع حجم إيراداتها .
وتوقع تقرير حديث نشره موقع explodingtopics وصول حجم سوق تطبيقات الدردشة الذكية عالميا ( الشات بوت ) إلي 46.6 مليار دولار بحلول 2029 مقارنة مع 15.6 مليارا بنهاية العام الجاري.
وبحسب التقرير ، فإن متوسط العائد المتوقع من استثمار كل دولار علي تطوير برامج الشات بوت يصل إلي 8 دولارات ، خاصة وأنها تسهم في زيادة مبيعات الشركات المستخدمة لها بنسبة 67 % .
فؤاد: تطويرها يحتاج تكلفة متوسطة نسبيا
أكدت شيماء فؤاد، الرئيس التنفيذي لشركة “وينرز” لخدمات التعهيد، أن الاعتماد على تقنيات “الشات بوت” أصبح أمرًا محوريًا لشركات التعهيد في ظل التوجه العالمي نحو تعزيز الكفاءة التشغيلية وخفض التكاليف، مشيرة إلى أن التجربة العملية أثبتت جدواه سواء للشركات أو العملاء.
وأضافت فؤاد أن أحد عملاء شركتها في مجال التجارة الإلكترونية واجه تحديات كبيرة قبل تطبيق الشات بوت، حيث كان هناك أكثر من 50 موظفًا مخصصين للرد على استفسارات العملاء، فيما شكّلت الأسئلة المتكررة نحو 70% من حجم المكالمات الواردة، الأمر الذي انعكس على ارتفاع التكاليف الشهرية وزيادة الضغط على فرق العمل.
وأوضحت أن تطبيق “الشات بوت” غيّر المشهد بالكامل، إذ أصبح النظام قادرًا على الرد الآلي على الأسئلة الأكثر تكرارًا مثل حالة الطلب، سياسات الإرجاع والعروض الترويجية.
كما تم دمجه مع أنظمة التتبع (Tracking Systems) ليتيح للعميل معرفة مكان الطلبية دون الحاجة للتواصل الهاتفي مع الموظفين.
وفي الحالات المعقدة مثل مشكلات الدفع أو ضياع الشحنات، يتم تحويل المحادثة تلقائيًا إلى موظف بشري مع تزويده بملخص كامل عن الموقف لتسهيل التعامل.
وأشارت فؤاد إلى أن النتائج جاءت “مبهرة” على حد وصفها، حيث نجح العميل في خفض حجم المكالمات بنسبة تتراوح بين 30 و40%، إلى جانب توفير تكلفة تعادل رواتب 15 موظفًا، أي ما يقارب 200 ألف جنيه سنويًا، مما أتاح إعادة توجيه الكوادر البشرية للتعامل مع المشكلات التي تتطلب تدخلاً مباشرًا.
وعن تكاليف الاعتماد على “الشات بوت”، أوضحت أن الاستثمار المبدئي يُعد متوسطًا نسبيًا نظرًا لاحتياجات التطوير والتكامل مع أنظمة أخرى مثل إدارة علاقات العملاء (CRM) أو أنظمة تخطيط الموارد (ERP)، إلا أن التكلفة تنخفض تدريجيًا على المدى الطويل، مقارنة بتوظيف أعداد كبيرة من الموظفين لتغطية نفس حجم التفاعل.
واختتمت فؤاد حديثها بالتأكيد على أن السوق يشهد اليوم ظهور حلول جاهزة وسحابية (Cloud-based) بأسعار مرنة تتناسب مع حجم الاستخدام، الأمر الذي يجعل هذه التقنيات في متناول الشركات الصغيرة والمتوسطة، مؤكدة أن الشات بوت لم يعد رفاهية بل ضرورة لرفع جودة الخدمة وتحقيق وفورات ملموسة.

مقبل: تل توك تخطط لتوظيف الذكاء الاصطناعي في المرحلة الأولي من خدمة العملاء
وقال محمد مقبل ، مدير عام شركة تل توك لخدمات التعهيد ، إنها تخطط لتوظيف تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في المرحلة الأولي من تقديم خدمة العملاء بنهاية العام الجاري ، موضحا أن الاستثمار في تطبيقات الدردشة الذكية أصبح أمرا ضروريا ولا غني عنه لمواكبة التطور التكنولوجي السريع وتعزيز القدرة علي البقاء والمنافسة .
وأكد مقبل أن شركته تعمل حاليا علي تطوير مشروعات مختلفة في أكثر من دولة لرفع كفاءة خدمات العملاء باستخدام التكنولوجيا الحديثة وسيتم الاعلان عن تفاصيلها لاحقا .

فهمي: كواترو تدرس آليات توظيف برامج الذكاء الاصطناعي في تطوير عملياتها
ولفت كريم فهمي ، رئيس شركة كواترو لخدمات التعهيد ، إلي أن الاستثمار في تطبيقات الشات بوت داخل الصناعة أصبح ضرورة ملحة ستحقق عوائد إيجابية في المستقبل القريب بحيث تستطيع الشركات المصرية مواكبة المنافسة سواء من الناحية التكنولوجية او السعرية مع نظيراتها العالمية .

وقال فهمي ان شركته تعكف حاليا علي دراسة كيفية توظيف برامج الذكاء الاصطناعي الحديثة في تطوير منظومة خدمة عملائها ومن المتوقع أن تنتهي من وضع تصور مبدئي لذلك قبل أواخر 2025 .