البنية التحتية والأجهزة المتطورة تحديات تواجه صناعة تطوير الألعاب الإلكترونية
يرى بعض الخبراء ومسؤولي شركات التعهيد والألعاب الإلكترونية، أن مصر لديها فرصة ذهبية لتكون مركز إقليمي لتطوير وتصدير الألعاب الإلكترونية.
يدعم هذا الرأي وجود قاعدة عريضة من الشباب ذو المهارات التكنولوجية المتطورة.
في الوقت ذاته عدد الخبراء التحديات التي تواجه نمو هذه الصناعة في مصر والتي تلخصت في الحاجة لمزيد من التطوير للبنية التحتية للاتصالات وإتاحة الأجهزة التكنولوجية المتطورة بأسعار مناسبة.
مزيد من المبادرات لتأسيس مصر كمركز لـ تطوير الألعاب الإلكترونية
قال الدكتور عادل دانش، رئيس مجلس الإدارة الأسبق لشركة اكسيد لخدمات التعهيد، إن مصر بحاجة للتركيز على عدة مبادرات لتأسيس نفسها كقوة رائدة في صناعة الألعاب الإلكترونية، مشددا على أهمية وجود نظام بيئي مفعم بالحيوية – علي حد تعبيره لتطوير الصناعة بدعم من المواهب المحلية.
واكد دانش أنه يجب تنظيم برامج تعليمية وورش العمل ومسابقات، فضلا عن تشجيع التعاون بين المطورين والمصممين ورجال الأعمال.
ورأي أن الاستثمار في البنية التحتية التكنولوجية، مثل خدمات الانترنت فائق السرعة وموارد الحوسبة المتقدمة، ووسائل الذكاء الاصطناعي و الحوسبة السحابية أمرًا ضروريًا لتوفير بيئة مواتية لتطوير الألعاب الإلكترونية.
وطالب بإنشاء مراكز أو مناطق متخصصة لصناعة الألعاب لاستقطاب المطورين المحليين والدوليين، مما يعزز الشعور بالانتماء للمجتمع وتبادل المعرفة.
وألمح إلى أن تسهيل الوصول إلى التمويل والمنح لمطوري الألعاب الطموحين يمكن أن يساعد في تحويل الأفكار المبتكرة إلى منتجات قابلة للتطبيق.
كما عول دانش علي ضرورة إقامة شراكات مع مطوري الألعاب أو المنظمات الدولية بما يسهم في جلب الخبرة والموارد لتسريع نمو صناعة ألعاب محلية.
واستطرد قائلاً : يمكن أن يؤدي تعزيز ثقافة الألعاب الالكترونية داخل الدولة من خلال تنظيم الفعاليات والبطولات والمؤتمرات إلى تعزيز الوعي العام الأمر الذي لا يعزز مكانة السوق المحلية فحسب، بل يجذب أيضًا انتباه مجتمع الألعاب العالمي.
وتابع حديثه قائلا “ليس معنى ذلك أن هذه المبادرات ليست متواجدة، وبقوة أحيانا، في مصر إلا أن الغرض من سردها يهدف إلى فتح الحوار و تقييم ما تم إنجازه من المبادرات الحكومية و المنظمات المدنية و الشركات و الأفراد ووسائل الإعلام ومراجعتها بصفة دورية بحثا عن تعظيم العائد منها”.
من جانبه قال أحمد جمال الدين المدير الإقليمى ورئيس مجلس إدارة شركة ترانسكوم، إن هناك فرص كبيرة في صناعة التعهيد بمجال الألعاب الإلكترونية.
ويرى جمال الدين أن مصر بيئة جيدة لنمو هذه الصناعة بسبب وجود شريحة كبيرة من الشباب صغير السن.
مشيرا في الوقت ذاته ان شركات تطوير الألعاب الالكترونية في الفترة الحالية لا تفضل مصر كمركز لهذه الصناعة وذلك بسبب ارتفاع أسعار أجهزة الكمبيوتر المستخدمة في هذه الصناعة لأنها تكون بمواصفات محددة، كذلك الكثير من هذه الأجهزة غير متوافرة في مصر، كذلك تحتاج هذه الصناعة بنية تحتية فائقة التطور، حيث تشترط هذه الشركات حصولهم على إنترنت بسرعة 3 ميجا لكل موظف.
أوضح جمال الدين أن شركات تطوير الألعاب الألكترونية تقول أن التكلفة في مصر أعلى بنسبة 60% عن غيرها من الأسواق الأخرى.
يرى جمال الدين أن مصر بها الكفاءات البشرية القادرة على استغلال الفرصة الاستثمارية لهذه الصناعة والتميز فيها.
وقال إن الإحصاءات والتقارير العالمية قالت تنمو بمعدل 8% سنويا، ما يشير الى وجود فرصة قوية بها.
صناعة قوية في تنامي مستمر
من جانبه قال الدكتور زياد عبد التواب نائب رئيس الاتحاد المصري للألعاب الإلكترونية ، إن مصر أطلقت استراتيجية صناعة التعهيد في فبراير 2022 حتى 2026، موضحا أن هذه الاستراتيجية تعزز آفاق نمو قطاع تكنولوجيا المعلومات بالسوق المحلية.
وأكد عبد التواب أن مصر لديها موارد بشرية كافية وشركات قادرة على تصدير منتجات وخدمات الاتصالات والتكنولوجيا بل وزيادتها بمعدل 3 أضعاف.
وألمح إلى أن استراتيجية مصر لصناعة التعهيد ترتكز على ثلاث عناصر هي تطوير قدرات الموارد البشرية، فضلا عن رفع كفاءة النظام البيني للصناعة، والتسويق والترويج الدولي لمصر من خلال 9 مبادرات رئيسية بما يسهم في خلق 215 ألف فرصة عمل خلال فترة سريانها.
وألمح إلى أن دول الإمارات والسعودية ومصر من أكبر أسواق منطقة الشرق الأوسط في مجال صناعة الألعاب الإلكترونية، معتبرا أن مصر سوق واعد يتضمن عدد كبير من المبرمجين والمبادرات الحكومية وجامعات ومعاهد توفر دورات متخصصة في الصناعة.
وأشار إلي أن آخر احصائية صادرة عن وزارة الاتصالات خلال العام الماضي تقدر إجمالي عدد الناشطين في مجال الالعاب الالكترونيه بنحو 19 مليون لاعب.
وقال، إن مؤسسة NIKO للأبحاث قدرت عدد اللاعبين في مصر خلال 2022 بنحو 39 مليون لاعب وهو الأكبر بين دول منطقة الشرق الأوسط ، بينما تصل عائدات مصر من هذه الصناعة إلي 189 مليون دولار.
وتابع أنه من المتوقع وصول حجم سوق الألعاب الالكترونية عالميا بنهاية العام الحالي إلي 218 مليار دولار، مقدرا إجمالي عدد اللاعبين في المنطقة العربية حاليا بنحو 377 مليون لاعب ومن المتوقع زيادة العدد إلى 500 مليون بحلول عام 2025.
وذكر أن هذه المؤشرات تؤكد علي قدرة مصر التنافسية في تصدير الخدمات ومنتجات الالعاب الالكترونية إلي دول الخليج في ظل سياسة الأعمال العابرة للقارات وظهور شركات العمل الحر.
يرى عبد التواب أن السوق المحلية بحاجة لمزيد من الحوافز.
وأشاد عبد التواب بجهود معهد تكنولوجيا المعلومات التابع لوزارة الاتصالات في إتاحة دورات تدريبية متخصصة في مجال الالعاب الالكتروني.
يرى كريم شلش، رئيس شركة ” آبس انوفيت” للألعاب الالكترونية، أن صناعة الألعاب الالكترونية ضخمة وتتخطى عائداتها عالميًا مليارات الدولارات ومن الضروري أن يكون لمصر دور في خدمات التعهيد بها.
بين أنه يمكن استخدام الألعاب في التعليم والتسويق وكذلك التسلية.
أوضح أن الشركات القائمة على هذه الصناعة تتجاوز آلاف الشركات عالميًا، بينما في مصر لدينا نحو 50 شركة تتيح حلولها وخدماتها في صناعة الألعاب الإلكترونية.
وبالتالي يمكن للشركات المحلية المتخصصة في التعهيد تقديم حلولها وبرامجها وعناصرها البشرية الموهوبة لهذه الصناعة الآخذة في النمو.
وأشار إلى أن الأمر يحتاج إلى مثابرة من الشركات المحلية والأفراد التى ستدخل هذه الصناعة كمبرمجين للألعاب أو مصممين لها.
مشيراً أن الحكومة ممثلة في وزارة الاتصالات تدعم تدريب الخريجين في تخصصات مختلفة ومنها الألعاب والبرمجة وغيرها عبر برامج معهد الـ ITI، وهو أمر يدعم نمو مصر في صناعة الألعاب وتخريج كوادر من الشباب المؤهل لاحتياجات سوق العمل.
ويعتقد شلش أن مصر قادرة على لعب دور مهم في تعهيد الخدمات الخاصة بصناعة الألعاب في المستقبل، مطالبًا الشركات المحلية بضخ استثمارات في هذه الصناعة والانتشار أكثر في كافة المحافل ذات الصلة بها لجذب الشركات وتعريفهم أكثر بالسوق المحلي.