“اتفاق شرم الشيخ” يعزز ثقة شركات التعهيد العالمية في مصر
أجمع عدد من خبراء ومسئولي قطاع تكنولوجيا المعلومات علي أن رعاية مصر لاتفاق السلام بين الجانبين الفلطسيني والاسرائيلي في مدينة شرم الشيخ من شأنه أن يسهم في استقرار الأوضاع الأمنية والسياسية بمنطقة الشرق الأوسط مما سيحفز الشركات العالمية علي توسيع عملياتها التشغيلية ومن ثم ضخ استثمارات جديدة بالسوق المحلية .
ورجحوا تحول مصر إلي مركز إقليمي رائد لتقديم خدمات التعهيد في عدة مجالات من بينها الدعم الفني وخدمات الفني حال استمرار الالتزام ببنود اتفاق الهدنة بين طرفي الصراع بما يعزز ثقة المستثمرين ويضمن استدامة العمليات وتقليل المخاطر التشغيلية .
دويدار:استقرار الأوضاع يقلل تكلفة التأمين..ويجب إطلاق حملات ترويج دولية لأسواق أوروبا وأمريكا
قالت ماجي دويدار ، الرئيس التنفيذي لشركة ” إي نابل ” لخدمات التعهيد ، إن استقرار الأوضاع الأمنية في المنطقة بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار يُعد عاملًا حاسمًا في تعزيز ثقة المستثمرين، خاصة في القطاعات التي تعتمد على الاستمرارية والموثوقية مثل التعهيد والكول سنتر ، موضحة أن المستثمرين يبحثون عن بيئة مستقرة سياسيًا وأمنيًا لضمان استدامة العمليات وتقليل المخاطر التشغيلية.
وأكدت ماجي أن استقرار الأوضاع من شأنه أن يقلل من تكلفة التأمين والمخاطر ، فضلا عن تعزيز صورة مصر كموقع آمن ومستقر في منطقة تعاني من اضطرابات ،كما يشجع أيضا الشركات العالمية علي توسيع عملياتها بدلا من الاكتفاء بمراكز صغيرة أو تجريبية .
وأضافت أن المناخ الإقليمي المستقر سيمنح مصر ميزة تنافسية في صناعة خدمات التعهيد لاسيما مع المنافسة الإقليمية مع دول أخري مثل المغرب وتونس والأردن وحتي تركيا ، نظرا لما تمتلكه مصر من عدة مقومات من بينها امتلاك قاعدة بشرية ضخمة من الشباب المتعلم الناطق بلغات متعددة ، بالإضافة إلي تكلفة تشغيل تنافسية مقارنة بدول أوروبا الشرقية والخليج ، وأخيرا وجود بنية تحتية رقمية متطورة نسبيا بدعم من الحكومة وهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات ” إيتيدا ” .
وتابعت قائلة :إذا استمر الاستقرار يمكن لمصر أن تتحول إلي مركز إقليمي رائد لتقديم خدمات التعهيد خاصة في مجالات الدعم الفني وخدمة العملاء وتحليل البيانات .
ودعت ماجي الحكومة وإيتيدا إلي استثمار التهدئة الإقليمية في المنطقة من خلال إطلاق حملات ترويج دولية تستهدف الأسواق الأوروبية والأمريكية لتسليط الضوء علي استقرار مصر وتطور بنيتها التحتية الرقمية ، فضلا عن الحوافز الضريبية والتشريعية المقدمة لاستقطاب الشركات العالمية خاصة في المناطق التكنولوجية مثل المعادي وبرج العرب
كما شددت أيضا علي ضرورة توسيع برامج التدريب والتأهيل بالتعاون مع الشركات العالمية لتوفير كوادر جاهزة للعمل ، بالإضافة إلي تسهيل إجراءات التأسيس والتوسع للشركات العاملة حاليا بالسوق المحلية بما في ذلك تسريع إنهاء التراخيص وتوفير الدعم اللوجيستي
ورأت أن الاستقرار الأمني سينعكس علي حركة الكفاءات البشرية داخل الصناعة من خلال عودة الكفاءات المصرية من الخارج تصبح أكثر احتمالًا إذا شعروا بالأمان والاستقرار، خاصة في ظل وجود فرص عمل تنافسية ، علاوة علي جذب المهارات الجديدة من قطاعات أخرى داخل مصر، مثل الخريجين الجدد أو العاملين في مجالات قريبة (مثل التسويق أو المبيعات) ، وأخيرا تقليل معدل دوران الموظفين نتيجة لتحسن بيئة العمل وثقة الموظفين في استمرارية القطاع.
محفوظ: الفرصة سانحة لتعزيز صناعة التعهيد والبرمجيات
أكد المهندس عمرو محفوظ، الرئيس التنفيذي لشركة الدلتا للأنظمة الإلكترونية والرئيس السابق لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات “إيتيدا”، أن اتفاق وقف إطلاق النار الأخير في المنطقة سيخلق حالة من الترقب الإيجابي بين المستثمرين العالميين تجاه السوق المصرية، باعتبارها واحدة من أكثر الدول استقرارًا وقدرة على جذب رؤوس الأموال خلال المرحلة المقبلة.
وأوضح محفوظ أن مصر لم تتأثر بشكل مباشر بالأحداث الجارية في الإقليم، إلا أن استمرار التهدئة وصمود الاتفاق، إلى جانب بدء الخطوات التنفيذية لإعادة إعمار غزة، من شأنه أن يعزز مكانة مصر الاقتصادية ويخلق حالة من النشاط في قطاعات متعددة، من أبرزها الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، التي ترتبط بشكل وثيق بصناعة خدمات التعهيد وتصدير البرمجيات.
وأشار لنشرة “تعهيد” إلى أن الزخم السياسي والإعلامي الكبير الذي شهدته القاهرة خلال الأيام الأخيرة بعد توقيع الاتفاق وزيارة عدد من زعماء العالم، يمثل فرصة سانحة يجب استغلالها لتسويق مصر كمقصد استثماري جذاب على المستويين الإقليمي والعالمي، مؤكدًا أن الحكومة مطالبة بالتحرك السريع للترويج للفرص المتاحة في مختلف المجالات، وعلى رأسها تكنولوجيا المعلومات ومراكز الاتصال.
وشدد محفوظ على ضرورة انتقال مصر من مرحلة الاستثمار في تنمية الكفاءات البشرية فقط إلى إنتاج البرمجيات والحلول التقنية المتكاملة، بما يسهم في تعظيم العائدات وزيادة الصادرات الرقمية.
كما دعا إلى إعداد حزمة مشروعات استراتيجية واضحة لجذب الاستثمارات الأجنبية، لاسيما في قطاع مراكز البيانات الذي يمتلك مقومات قوية للنمو والتحول إلى محور إقليمي لخدمات الحوسبة السحابية والتعهيد في المنطقة.
