في حواره مع نشرة “تعهيد” استعرض المهندس عمرو محفوظ، الرئيس التنفيذي السابق لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات “إيتيدا” رؤيته لصناعة التعهيد في مصر والفرص والتحديات التي تواجه الصناعة.
صناعة المستقبل
“هي صناعة المستقبل والأمل لمصر”.. بهذه العبارة بدأ المهندس عمرو محفوظ حديثه المتفائل عن هذه الصناعة، والتى يعد هو أحد أطرافها المهمة، والتي ساهم في وضع استراتيجية مصر الرقمية للخدمات العابرة للحدود 2022-2026.
في البداية قال المهندس عمرو إن هيئة “إيتيدا” أطلقت عام 2021 استراتيجية مصر الرقمية للخدمات العابرة للحدود 2022-2026، وفي أواخر عام 2022 تم توقيع عدد من الاتفاقيات والتعاقدات الجديدة بين هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات “ايتيدا”، و29 شركة عالمية لتوفير 34 ألف وظيفة كلها للتصدير .
تابع: “فور إعلان الإستراتيجية واستعراض ملامحها كنا نعقد لقاءات ربع سنوية مع الشركات المتخصصة في خدمات التعهيد وكافة الأطراف المرتبطة بهذه الصناعة لبحث مشكلاتها”.
كما قمنا بتدشين لجنة أطلقنا عليها “تحديات الصناعة” لحل مشكلات الشركات مع الجهات المختلفة، مبينًا أن كثير من هذه المشكات كان يتم حلها على الفور.
بيّن أن أكثر المشكلات كانت إجرائية، وبمجرد جلوس كافة الأطراف ذات الصلة على منضدة واحدة كان يتم حلها.
صادرات التكنولوجيا في مصر ستصل لـ 7 مليارات دولار بشروط
أشار أن صناعة التعهيد توفر فرص عمل كثيفة خاصة في مراكز الاتصال وخدمات الأعمال، كما توفر عائدات ضخمة للبلدان التى توليها اهتمام.
فعلى سبيل المثل توفر هذه الصناعة للفلبين أكثر من 30 مليار دولارسنويًا، و 150 مليار دولار للهند، وفي مصر توفر 5 مليارات دولار حاليًا، مع توقعات بنمو سيحدث في السنوات القادمة.
أوضح محفوظ أن صادرات التكنولوجيا في مصر يعاد تشكيلها حاليًا ولدى مصر فرص عظيمة للنمو قد تفوق التوقعات لتصل إلى 7 مليارات دولار في 2024 بعد مخاوف الكثير من التوسع في الهند لسيطرتها على اغلب السوق وبولندا وأوكرانيا باعتبارها مناطق عالية المخاطر حاليا .
زيادة حجم الصادرات التكنولوجية يتطلب مواجهة تحديات الصناعة
أشار ان زيادة حجم الصادرات التكنولوجية يتطلب مواجهة التحديات التى تقابل صناعة التعهيد في مصر فمن المهم تطوير مهارات الخريجين وتوفيرها، فخريج الجامعة لابد وأن يكون جاهزاً لسوق العمل بشكل احترافي.
بين أن أهم 3 لغات يزداد الطلب عليها في مصر هي الألمانية والفرنسية والإنجليزية، وهذه اللغات تحتاج تدريب يصل لـ 6 أشهر لتحسين مستوى اللغة، وهنا يأتي ضرورة التعاون والتنسيق بين وزارتي الاتصالات والتعليم العالي لتحسين مستوى اللغة لدى الطلاب وربط المناهج باحتياجات سوق العمل، ليكونوا مؤهلين للوظائف في المستقبل.
هذا بالإضافة لضرورة تطوير المهارات وتحسين جودة الخريجين، فلدينا 600 ألف خريج جامعة ومعاهد عليا سنوياً في مصر، منهم 230 ألف خريج كليات عملية، وهذا العدد الكبير لابد وأن يتم تطوير مهاراته خلال فترة دراسته عبر مناهج تواكب احتياجات سوق العمل وليس بعد انتهائها توفيراً للوقت والأموال .
بين أن 60 ألف خريج من الـ 600 ألف يأتون من كليات ومعاهد مرتبطة بالاتصالات وتكنولوجيا المعلومات نحتاج منه 10 الاف على الأقل سنوياً للعمل في الصناعة المرتبطة بالتعهيد، مشدداً على أن الطلب موجود على المهارات الرقمية و حجم الطلب اكثر من العرض بكثير .
الترويج لمصر
أمر آخر مهم سيساهم في زيادة عائدات مصر من هذه الصناعة وهي الترويج لمصر باعتبارها وجهة مهمة للتعهيد لاتقل أهمية عن الهند والفلبين.
نحن في حاجة لوضعها بشكل أكبر على الخريطة العالمية، فتواجدنا في المحافل والمعارض ذات الصلة والحملات الدعائية والتسويق الرقمي سيسهم بشكل كبير في الترويج لنا.
فمصر لديها تنوع كبير في اللغات التى توفرها للشركات مايجعلها وجهة مهمة للباحثين عن خدمات هذه الصناعة.
أمر آخر بالغ الأهمية سيجعل هذه الصناعة تحقق طفرات وعائدات كبيرة وهي حل مشاكل بعض الشركات الحالية والمتمثلة في مشكلات الإقامة لبعض الموظفين الأجانب والإفراج عن مستلزمات الإنتاج وخاصة الدوائر الإلكترونية، والمشكلات الضريبة التى يعاني منها البعض.
حل هذه المشكلات سيشجع الشركات الجديدة على الدخول للسوق المصري، فالشركات الجديدة تسأل نظيراتها قبل التواجد .
توفير ضمانات خاصة للشركات
من النقاط الهامة أيضًا ضرورة توفير ضمانات خاصة للشركات تضمن حصولهم على عائداتهم الدولارية بسهولة، بدلاً من تحايل البعض منهم وتأسيسه لشركات قابضة لإيداع الأموال بها ما يجعل جزء من العائدات الدولارية لهذه الصناعة لا يدخل مصر ولا يتم الاستفادة منه .
الذكاء الإصطناعى وتأثيره على صناعة التعهيد
كان من المهم التطرق للذكاء الإصطناعى وتأثيره على هذه الصناعة، وبسؤال المهندس عمرو عنها قال سوق العمل بشكل عام سيتغير، كما أن الوظائف النمطية ستختفي تمامًا وسيحل بدلاً منها الـ “AI”.
أشار أن الذكاء الإصطناعي سيطور من كفاءة العمل في الكول سنتر وخاصة مراقبة كفاءة المكالمات، حاليًا الذكاء الإصطناعي يستمع للمكالمات وأصبح لديه القدرة على معرفة رضاء العميل من عدمه بمجرد سماع صوته، وبالتالي أصبح لدى الشركات القدرة على مراقبة المكالمات بنسبة 100% لتقييم أداء موظفيها.
أشار أنه في المستقبل القريب سيكون لدى الذكاء الاصطناعي القدرة أيضًا على الرد على المكالمة، مبيناً أن المخاوف من تطور الـ AI جعل العالم يطالب بضرورة وضع معايير لمراقبة الذكاء الاصطناعي والحد من أضراره التى قد يتم استغلالها .