المتحف الكبير بوابة جديدة لترويج مصر كمركز للأعمال في المنطقة

شكّل افتتاح المتحف المصري الكبير لحظة تاريخية فارقة، لم تقتصر أهميتها على كونها حدثًا ثقافيًا وسياحيًا عالميًا، بل تحوّلت إلى منصة ترويجية ضخمة لصورة مصر الحديثة التي تمزج بين عراقة الحضارة وابتكارات المستقبل.
الزخم الإعلامي الدولي المصاحب للافتتاح فتح الباب أمام رؤى جديدة لتسويق مصر كدولة تجمع بين الهوية الثقافية والاقتصادية، وكمركز إقليمي لصناعة التعهيد والخدمات التكنولوجية في الشرق الأوسط وأفريقيا.
ويؤكد خبراء الصناعة أن الحدث يبرز الإمكانيات الضخمة التي تمتلكها مصر في مجالات التحول الرقمي، وإدارة المتاحف الذكية، واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في حفظ وترميم الآثار، بالإضافة إلى إمكانية دمج تلك القدرات في تطوير السياحة الثقافية والتجارب الافتراضية للزوار.
كما يرون أن نجاح مصر في تنظيم هذا الحدث العالمي يمثل فرصة استراتيجية لإعادة تقديم نفسها كوجهة استثمارية جاذبة، تُجسّد التوازن بين الأصالة الحضارية والطموح الرقمي في بناء “مصر المستقبل”.
دانش: ينبغي تسويق مصر كوجهة متخصصة في إدارة المتاحف
ورأي الدكتور عادل دانش ، الأب الروحي لصناعة التعهيد في مصر ، أنه يجب استغلال الحدث في الترويج لمصر كوجهة متخصصة فى كل ما هو مرتبط بإدارة المتاحف واكتشاف وتحليل المواقع الأثرية باستخدام التصوير الجوي والبيانات المساحية ، فضلا عن إعادة البناء الافتراضي والرقمي لإحياء الآثار المدمرة وترميم القطع الأثرية تلقائيًا.
واقترح دانش أن يتم تنظيم تجارب زيارات مخصصة وتفاعلية عبر مرشدين افتراضيين أذكياء وتقنيات الواقع المعزز ، لافتا إلي أنه يجب أيضا تسويق دور مصر في أعمال الحفظ الوقائي للآثار والكشف عن التزوير من خلال المراقبة الذكية للظروف وتحليل أنماط القطع الفنية ، وإدارة وأرشفة المجموعات التراثية رقميًا لتنظيم وفهرسة المقتنيات والتراث غير المادي.

بالإضافة إلي تحليل اللوحات و البرديات و النصوص واللغات القديمة ، واستخدام أجهزة الاستشعار والذكاء الاصطناعي لمراقبة ظروف العرض (درجة الحرارة، الرطوبة، الإضاءة) بشكل مستمر. واخيرا الكشف المبكر عن محاولات السرقة او الاتلاف للمعروضات داخل و خارج المتاحف
وقال إنه يوجد دورا كبيرا يمكن أن تلعبه هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات ” إيتيدا ” فى تشجيع الشركات المصرية على الدخول فى هذا المجال والربط مع وزارات الثقافة و الآثار و السياحة بحيث يتم تتبع مسارات السياح فى المتاحف لمعرفة أكثر العروض جذبا لهم ، فضلا عن نمط السلوكيات المشبوهة كذلك.
علام: يجب الربط بين الهويتين الاقتصادية والثقافية الجديدة لمصر
قال أحمد علام ، مدير تطوير الأعمال في شركة اوكتوبس أوت سورسينج ، إن افتتاح المتحف الكبير يعد حدث تاريخي عالمي بكل المقاييس، كما أنه يمثل فرصة ذهبية لمصر لتسويق نفسها كوجهة سياحية ووجهة عالمية للأعمال والاستثمار.
و أكد ان الحكومة يجب أن تستغل الزخم الإعلامي العالمي بشأن حفل الافتتاح في تسويق صورة مصر الحديثة، التي تجمع بين التاريخ العريق والبنية التحتية التكنولوجية الحديثة.

واضاف أن الترويج لمصر كمقصد عالمي للتعهيد يجب أن يكون جزءا من هذه الرسالة كونها نجحت في بناء أعظم حضارة إنسانية في التاريخ وتؤسس حاليا لأقوي صناعة خدمات في العالم، من خلال شباب متعلم، محترف، ومتعدد اللغات.
واقترح قيام الحكومة بالربط بين الهويتين الثقافية و الاقتصادية الجديدة لمصر عن طريق استخدام نفس المنصات الإعلامية التي نقلت حدث افتتاح المتحف الكبير للعالم لترويج البلاد كمركز للأعمال، والابتكار، والخدمات الذكية
فؤاد: لابد من استثمار الزخم الإعلامي الدولي في الترويج لمصر
قالت شيماء فؤاد، الرئيس التنفيذي لشركة “وينرز” لخدمات التعهيد، إن مفهوم الأمان الذي يحرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على ترسيخه في كل رسائله يمثل حجر الأساس في بناء صورة مصر كدولة مستقرة وآمنة وجاذبة للاستثمارات الأجنبية، مشيرة إلى أن هذا المناخ الداعم يعزز مكانة مصر كمركز إقليمي رائد في صناعة التعهيد وخدمات تكنولوجيا المعلومات.
وأضافت فؤاد أن افتتاح المتحف المصري الكبير لا يُعد مجرد حدث ثقافي أو سياحي، بل فرصة استراتيجية لتسويق مصر عالميًا باعتبارها أرض الحضارة القديمة والابتكار الحديث.
وأوضحت أن هذا المزج بين التاريخ والتطور الرقمي يمكن توظيفه بذكاء في حملات الترويج لصناعة التعهيد، لتبرز مصر كدولة تمتلك تاريخًا من الإبداع وقدرة حالية على تقديم حلول تكنولوجية متكاملة للشركات العالمية.
وأكدت أن قطاع التعهيد في مصر يشهد نموًا متسارعًا بفضل توافر الكفاءات الشابة متعددة اللغات، وتنافسية التكاليف، والدعم الحكومي الموجه نحو التحول الرقمي، وهو ما يجعل من مصر وجهة مثالية للشركات الباحثة عن التوسع في مجالات خدمة العملاء، تحليل البيانات، والذكاء الاصطناعي.
واقترحت فؤاد تنظيم فعاليات متخصصة بعد افتتاح المتحف، بمشاركة كبرى الشركات الدولية مثل مايكروسوفت وأمازون وآي بي إم ودِل، تحت مظلة “أسبوع الابتكار المصري”، ليكون الحدث منصة تلتقي فيها التكنولوجيا الحديثة بعظمة التاريخ المصري.
كما شددت على أهمية استثمار الزخم الإعلامي الدولي المصاحب لافتتاح المتحف في الترويج لمصر كمركز أعمال إقليمي يخدم أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، مع إنتاج محتوى رقمي يربط بين مشاهد المتحف ومناطق التكنولوجيا مثل Smart Village وKnowledge City.
واختتمت فؤاد حديثها بالتأكيد على أن بناء “مصر المستقبل” يجب أن يرتكز على تعزيز مكانتها كدولة تجمع بين الأصالة الحضارية والطموح الرقمي، لتصبح مركزًا عالميًا لصناعة التعهيد وقبلة جديدة للشركات الباحثة عن الجودة والاستدامة.




