في خطوة تعكس رؤية الدولة المصرية نحو بناء اقتصاد رقمي متكامل قائم على المعرفة والمهارات، تواصل أكاديمية الأمن السيبراني للنشء والشباب أداء دورها الريادي في إعداد وتأهيل جيل جديد من الكفاءات المصرية القادرة على المنافسة في سوق العمل المحلي والعالمي، خاصة في مجالات الأمن السيبراني والعمل الحر والتعهيد الرقمي.
الأكاديمية أُطلقت بتعاون مشترك بين المعهد القومي للاتصالات (NTI) والمركز الوطني لطوارئ الحاسبات والشبكات (EG-CERT) التابعين لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وبالشراكة مع شركة MCS الشرق الأوسط، بهدف بناء قدرات الشباب في مجال الأمن السيبراني وتزويدهم بالمهارات المطلوبة في سوق العمل الرقمي العالمي.
وخلال الفترة الماضية، استطاعت الأكاديمية تحقيق نتائج ملموسة تمثلت في تخريج أكثر من 5016 متدربًا من 14 محافظة مصرية، حصلوا على برامج تدريبية عملية متخصصة تؤهلهم للعمل في عدد من الوظائف الرقمية الحيوية، من بينها:
- مراقبة الأنظمة الأمنية عن بُعد.
- تحليل الهجمات الإلكترونية وإعداد تقارير فنية احترافية.
- تقديم الدعم الفني لمراكز الاستجابة للحوادث الأمنية (Security Operations Centers).
ويأتي البرنامج كجزء من استراتيجية الدولة لتوسيع قاعدة العاملين في مجال التعهيد التقني، حيث يتيح للخريجين فرصًا حقيقية للعمل الحر عبر الإنترنت أو الانضمام لشركات محلية وعالمية تعمل في مجال الخدمات الرقمية العابرة للحدود. هذه الخطوة تسهم بشكل مباشر في تعزيز صادرات مصر من خدمات تكنولوجيا المعلومات، ورفع قدرتها التنافسية على جذب مشروعات التعهيد الدولية.
كما وضعت الأكاديمية خطة طموحة للمرحلة المقبلة، تتضمن تدريب 10 آلاف شاب وشابة سنويًا بحلول عام 2026، مع التوسع الجغرافي في تنفيذ برامج التدريب لتشمل جميع محافظات الجمهورية، بما يضمن تحقيق العدالة في إتاحة الفرص الرقمية للشباب في مختلف المناطق.
وتولي الأكاديمية اهتمامًا خاصًا بدمج التكنولوجيا الحديثة في التدريب، عبر محاكاة بيئات العمل الحقيقية في مراكز الأمن السيبراني، وإشراك المتدربين في مشاريع عملية تسهم في صقل مهاراتهم وتعزيز جاهزيتهم لسوق العمل الفعلي.
وبذلك، تمثل أكاديمية الأمن السيبراني نموذجًا مصريًا رائدًا في الاستثمار في رأس المال البشري الرقمي، وتعد ركيزة أساسية لدعم رؤية “مصر الرقمية”، فضلًا عن كونها أداة فعالة لتمكين الشباب من دخول سوق العمل العالمي من خلال برامج التعهيد والتوظيف الرقمي، بما يعزز مكانة مصر كمركز إقليمي لصناعة التكنولوجيا والأمن السيبراني في الشرق الأوسط وأفريقيا.




